صُعقت وذهلت عندما رأيت الخبر الصباح الباكر مع صفحات الجريدة، كتمت انفاسي، صرخت بكيت تألمت ألماً مزق حنايا اضلعي اشعر انني اكاد أسمع صرخاتها ودقات قلبها الصغير تتسابق مسرعة كسرعة القطار نظراتها المليئة بالخوف وهي تنادي يابابا يا بابا فعندما رآها استغل الفرصة المناسبة وأنقض عليها كالوحش الكاسر تمتلكه غريزة حيوانية ولحظة شيطانية انتهت منها معاني الانسانية، ذلك الشرس الخبيث لم يرحم صرخاتها بكاؤها لم يرحم سنها الصغير أتساءل عندما رآها ألم تنبعث في قلبه عاطفة الابوة الحسية ، الرقة، الاحساس الضمير لا لا كلها ذهبت في غيبوبة. أكاد لا أصدق لم يلتزم بحرمة المكان بارتكابه جريمة بشعة في أطهر بقاع الأرض هنا في مكة، في مكان لا يبعد عن الحرم إلا دقائق في طفلة في انسانة ضعيفة يا مكة استسمحك عذراً يا مكتي خجلة منك أنا ضعيفة الحيلة أنا متألمة أن أرى مثل هذه الجريمة البشعة تمارس في رحابك الطاهرة، يا مكة لا أعرف ماذا أفعل ولكن لا أملك سوى الدعاء وهذا القلم الذي ابتل من بقايا الدموع ويبدأ بالأنين ليقف عند آخر السطور ويعلن توقف نبضه ويتمتم بالقول ايها الرجال، أيها الشباب اتقوا الله أنتم في مكة، اتقوا الله في أنفسكم، وهنا يبدأ الاحتضار لينتهي بحسبي الله ونعم الوكيل، اللهم كن في عون تلك الطفلة ووالديها واجبر كسرهم يا أرحم الراحمين.