ما زعمه نتنياهو رئيس الوزراء المقبل من أنه سيكون شريكاً للفلسطينيين في عملية السلام ما هو إلا زعم كاذب ، إذ إنه بعد هذا التصريح مباشرة وقع اتفاقاً مع حليفه الجديد الذي أسند إليه منصب وزارة الخارجية يقضي بتوسيع الاستيطان بين القدس ورام الله من خلال بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية ، هل هذه خطوة رجل يريد السلام؟. وإذا كان أوباما يتحدث اليوم عن خيار الدولتين فهل يريد نتنياهو دولة فلسطينية تعشعش المستوطنات الإسرائيلية في أوصالها.. التسارع ببناء مستوطنات من قبل نتنياهو في الضفة الغربية يعني أنه يريد أن يجعل من الضفة الغربية نقطة ملتهبة أخرى كما هو الحال في غزة حتى يجد مبرراً لسياسته القمعية حيث إنه لايزال يعتقد أنه بقوة السلاح فقط يمكن أن يفرض الأمن ناسياً أن الاستيطان هو أكبر عوامل الاستفزاز وقد توصل إلى ذلك جورج ميتشيل من قبل في تقريره الشهير. هل هذه بادرة يستهل بها نتنياهو عهده فهو معروف بعدائه للسلام ولا يملك ما يمكن أن يقدمه في هذا الاتجاه. ولكن على الإدارة الأمريكية أن تمارس دورها بحيادية حتى يتحقق السلام الفعلي القائم على العدل، فالتصريحات الصادرة حتى الآن من الإدارة الأمريكية تبشر بالخير واختيار مبعوث للسلام في مستهل عهد أوباما خطوة مشجعة ولكن ما هو مطلوب خطوات عملية تقنع الشارع العربي أن أمريكا جادة في إحلال السلام في المنطقة.