بدأت مؤسسة الإغاثه الإسلامية من خلال التعاون مع البنك الإسلامي للتنمية أخيرا عملية توزيع ( 90 ) طنا من ذبائح أضاحي وهدي حج العام الماضي على شكل لحوم معلبة ، فيما أعرب مسؤول في المؤسسة عن أمله في قيام مشروع مصنع للحوم المعلبة في مكةالمكرمة يكون وقفا خيريا باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز . وقال رئيس مؤسسة الإغاثه الإسلامية الدكتور هاني البنا ، (إن مشروع اللحوم المعلبة يأتي ضمن المشاريع الخيرية التي تتبناها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الإسلام والمسلمين وإغاثة المحتاجين في العالم ، فضلا عن المشاريع الجليلة التي تقوم بها المملكة في المشاعر المقدسة ومنها مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي خلال مواسم الحج) مشيراً الى إنه من خلال عملية التعليب سيعلم كل مستفيد أن هذا المشروع هو مشروع المملكة العربية السعودية من خلال البنك الإسلامي للتنمية ومن خلال الشعار واسم المملكة والبنك الإسلامي على كل علبة كأهم رمز من رموز العالم الإسلامي . وأضاف ( هذا المشروع له قيمة كبيرة تتعدى قيمته المادية الى البعد الإنساني والتواصل الأخوي والذي يسعى كثير من العاملين في الحقل الإغاثي الى تحقيقه من خلال ميزانيات ذات تكلفة عالية جدا ، وهذا المشروع يرسخ قيمة الدعم الإنساني والمعنوي بين المملكة العربية السعودية والتي بها قبلة المسلمين وباقي العالم الإسلامي . وتابع قائلا “تسعى الإغاثة الإسلامية من تنفيذ مشروع اللحوم المعلبة الى أن تتبنى قيادة المملكة العربية السعودية مشروع إنشاء مصنع في مكةالمكرمة للحوم المعلبة يتيح الاستفادة من هذا الكم الهائل من ذبائح الهدي والأضاحي حتى تعم الفائدة لجميع الفقراء في العالم أجمع ) . وقال (تأمل الإغاثة الإسلامية أن يكون هذا المشروع وقفا باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتم من خلاله مد جسور الخير ما دام يؤم الناس بيت الله الحرام الى أن يرث الله الأرض ومن عليها) موضحاًً أن (مشروع اللحوم المعلبة يهدف الى توفيرها للفئات المستفيدة والتي يصعب توصيل اللحوم اليهم مجمدة ، وستستمر عملية التوزيع على مدار العام) . وبين رئيس مؤسسة الإغاثه الإسلامية الدكتور هاني البنا ان عملية تعليب لحوم الهدي والأضاحي جرت بناء على تفاهم بين البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة الإغاثة الإسلامية وذلك لرغبة البنك في توسيع رقعة المستفيدين من المشروع واختيار مؤسسة لها من الخبرة ما يمكنها من إنجاح المشروع ، وكان للإغاثة الإسلامية شرف اختيارها للتنفيذ . وقال (تعتبر الإغاثة الإسلامية من أكبر المؤسسات الإنسانية الدولية حول العالم لما لها من انتشار قوي لأكثر من ثلاثين دولة حول العالم وبلغت ميزانيتها للعام 2007 حوالي 180 مليون دولار ، ولها من الخبرة في مجال تعليب لحوم الأضاحي 13 عاما) . وأشار الى ان (المستفيدين من المسلمين حين يعلمون أن إخوانهم يدركون معاناتهم وينفقون من الأموال والجهد والوقت للوصول إليهم وتقديم أهم ما يحتاجونه هم وأطفالهم ، يمثل هذا دفعة قوية كبيرة وتحقيق لقيم التكافل الإسلامية وامتثالا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى ) . وقال (كم من الملايين من أموال المنظمات الإغاثه الإسلامية تدفع للمنظمات الدولية غير الإسلامية لتنفيذ برامجها الإغاثه ، وتصل المساعدات من خلال هذه المنظمات الدولية باسمها وشعارها مما يدفع الكثير من المستفيدين للسؤال عن أين إخواننا ، في حين أن هذه المساعدات جزء كبير من تمويلها من المنظمات الإسلامية ، وقد لمسنا هذا السؤال في عديد من المناطق مثل جنوب السودان والصين والشيشان) . وعبر الدكتور البنا عن سعادته (بنجاح المشروع ودون التعرض لأي مشكلة فنية أو لوجستيه) ، وعن أمله (في استمراره سواء من خلال الإغاثه الإسلامية أو من غيرها لأن الغايه أكبر وأعظم وأجل من الوسيلة) كما عبر عن شكره لرئيس البنك الإسلامي للتنمية لدعمه المشروع ولكل من ساهم وساعد في تنفيذ الفكرة . من جانبه أوضح لطفي السيد مدير قسم الشرق الأوسط في المؤسسة ، أن المشروع بدأ بنقل الذبائح مجمدة ومقطعة في كراتين من مخازن البنك الإسلامي للتنمية في مكةالمكرمة الى ميناء جدة ومن ثم الى مينا بينانج في ماليزيا . وقال يتم نقل الشحنة بعد وصولها ميناء بينانج الى مصانع برتيما حيث تم تجهيز خط الإنتاج وتوفير جميع الشروط الفنية التي حددتها الإغاثة الإسلامية في مرحلة الطبخ والتعليب والتعقيم لضمان الحصول على معلبات لحم صافي به أدنى نسبة ممكنة من الدهن بدون أي إضافات أخرى) . وبين أن فكرة توزيع أول دفعة من اللحوم المعلبة تمت من خلال توزيع عشرين طناً لفلسطين ، وعشرون طن للعراق ، وعشرون طن للنيجر وهذه الأخيرة تعتبر من أفقر دولة في العالم ضمن تقرير الأممالمتحدة ، وعشرين طناً لمالي التي تقع في كثير من الأوقات تحت حزام الجفاف ونسبة الفقر بها عالية ، بالإضافة الى عشرة أطنان سيتم تخزينها بمخازن الإغاثة الإسلامية بجبل علي بدبي تحسبا لأي كارثة في أي من دول العالم وذلك للدفع بهذه الكمية كعنصر تغذية يصعب على جميع المنظمات توفيره نظرا للتكلفة العالية لشراء البروتين الحيواني الصافي .