من أهم خصائص النجاح الكبير الذي حققه الفنان المصري الكبير (عادل امام) ما يتمتع به من تلقائية في الأداء ومن الملامح التي وهبه الله بها حيث إن عادل امام كفنان كوميدي يمكن أن يؤثر في المشاهدين دون أن يتكلم معتمداً على ملامح وجهه وتعبيراته الناجحة. ولهذا فان الفنان عادل امام يحظى بمحبة واعجاب الناس إلى درجة جعلت منه نجماً كبيراً وناجحاً وموهوباً .. وفي أحيان كثيرة يفقد (النص) في أي مسرحية أو منلوج قدرة التأثير على الجمهور بواقع التكرار .. والاستمرار لكن يظل الجمهور متابعاً للفنان .. محباً لمشاهدته باستمرار لأنه موهوب ويملك قدرة التأثير التلقائية في جمهوره العريض الذي يظل يضحك من قلبه وهو يتابع عادل امام حتى ولو كان الامام يقف صامتاً!!. كان يحدث هذا بالنسبة لجمهورنا الكبير مع الفنان الكوميدي الكبير (حسن دردير) المعروف بشخصية (مشقاص) فقد كان (شقص) يحظى بمتابعة كبيرة .. وباعجاب منقطع النظير وهو يقدم لنا فنه الكوميدي الجميل معتمداً قبل كل شيء على ملامحه المتميزة التي تجعلك تضحك من قلبك. ومازلنا نتذكر أن مشقاص قبل أربعين عاماً أو تزيد كان أحد النجوم البارزين .. والمحبوبين .. والناجحين .. وأتذكر أننا كنا نسرع في تناول افطارنا في رمضان لنتفرغ لمتابعة برنامجه الجميل ربما بأكثر مما نحرص اليوم على متابعة الممثلين والنجوم الآخرين!!. وكان بامكان (مشقاص) أن يواصل حضوره ونجاحاته لمدى زمني كبير لولا أن حسن دردير انحرف إلى العمل التجاري فأفسد على نفسه وعلى الناس ما يتمتع به من موهبة ناجحة في التمثيل الكوميدي الجميل والمؤثر إلى جانب منولوجاته التي حظيت بالنجاح والتثبت في اذهان الناس حتى أصبح (حسن دردير) فناناً كبيراً صاحب مكانة متميزة في قلوب متابعي أعماله الفنية الرائعة. ولأن المثل يقول (يموت الزمار وأصابعه بتلعب) فقد قرأت قبل أكثر من أسبوعين تقريباً خبراً عن مشاركة الفنان الكبير حسن دردير في تقديم عدد من المحاضرات من خلال دورة في فن المنولوج يقيمها فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة في مطلع شهر ربيع الآخر المقبل بهدف تأهيل جيل جديد من الشباب المهتمين بهذا الفن التراثي الجميل الذي يكاد يندثر بعد أن سطع حضوره حقبة من الزمن. وقد أحسن فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة في تنظيم هذه الدورة التي تعنى بفن المنولوج اعداداً وأداءً وتمثيلاً فهو أحد ألوان الفن الأصيل الذي يؤدي رسالة ناجحة ويحقق حضوراً متميزاً وهادفاً. وستشهد دورة (فن المنولوج) إلى جانب مشاركة الفنان الكبير حسن دردير بعض رواد هذا الفن من أمثال الفنان عبدالكريم باحشوان والفنان عبدالله الصائغ والملحن سمير مختار والكاتب محمد الجعبي والفنان الشاب باسم سعيد بصيري .. كما تم تشكيل لجنة مقابلة الراغبين في المشاركة بالدورة من أحد رواد كتابة المنولوج الأستاذ محمد رجب ومقرر لجنة الموسيقى بفرع الجمعية الأستاذ حسين الأهدل. آخر المشوار قال الشاعر: كل من لاقيته يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن؟!