طرحت بالشارع السياسي السوداني تساؤلات عن قدرة زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي على المساهمة بحل أزمة دارفور بعد أن أطلقت السلطات السودانية سراحه مؤخرا. وفي حين لم يستبعد الترابي إمكانية مساهمته في إقناع بعض المعارضين من حملة السلاح في دارفور بالاتجاه نحو الحل السلمي، قالت الحكومة -على لسان وزير العدل عبد الباسط سبدرات- إنها تريد فتح صفحة جديدة مع الترابي بعد زوال أسباب اعتقاله. في المقابل يرى محللون سياسيون أن تحول المعادلات في دارفور ربما لن يمكن لا الترابي ولا زعماء تاريخيين آخرين من لعب دور مؤثر في الإقليم من جديد، مشيرين إلي ما سموه تبدل القيادات التاريخية. وفي السياق لم يستبعد عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي أن يساهم إطلاق الترابي -رغم تمسكه بموقفه من المحكمة الجنائية الدولية- في معالجة أزمة دارفور (بحسب ما له من علاقات بالأطراف المتصارعة في الإقليم). وقال إن حزبه اقترح على الحكومة تشكيل جسم قومي تمثل فيه كافة ألوان الطيف السياسي والحركات المسلحة (دون النظر إلى أغلبية المؤتمر الوطني التي نالها عبر اتفاقية سلام نيفاشا) وذلك لمعالجة الأزمة السودانية الحالية. من زاوية أخرى استبعد المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر حدوث تأثيرات كبيرة على مجمل القضية في دارفور رغم إعلان الترابي إمكانية إقناع العدل والمساواة (حال توفر الإرادة من الجميع). واعتبر أن حل أزمة دارفور كمكون سياسي وتاريخي وثقافي ودولي أصبح بيد من سماهم صفوة دارفور (وهي المسؤولة حاليا عن معالجة المشكلة مع الحكومة مع وضع الاعتبارات القومية في الحسبان). وقال خاطر إن الترابي لن يكون رأس الرمح في معالجة المشكلة (لكن يمكن أن يقوم ببعض المصالحات بين المجموعات ذات الطابع الإسلامي كمفكر بالإضافة إلى تمتعه بقاعدة يمكن أن تؤثر في مفاصل الدولة). كما وصف المحلل السياسي محمد موسى حريكة ما يدور في السودان بالدراما المظلمة، مشيرا إلى ما سماه خطي المنشية في إشارة إلى مقر منزل الترابي والقصر الجمهوري. وتساءل حريكة عن عدم وجود صفقة بين الترابي والحكومة وإصراره على العدالة الدولية في ظل صمت القوى السياسية أو تأييد بعضها الآخر للرئيس عمر البشير (خاصة وأن الترابي قد قال رأيه بجرأة أكبر من التي دخل بسببها السجن). وقال (إن الغموض الذي يكتنف هذه المسألة يجعلنا نقول إن الأمر يشبه (قراءة الفنجان). وأضاف ليس بمقدور المرء أن يتكهن بما يمكن أن يحدث لأن ما يجري في الساحة السودانية برأيه غريب جدا. كما اعتبر أن بإمكان المؤتمر الشعبي إحداث تأثير جزئي على الأحداث في دارفور (لكن ليس بمقدوره إحداث نقلة نوعية تقود إلى الحل الكامل بسبب ما يعتبره قادة الحركات تساوي الأكتاف بينهم وبين باقي الزعماء السياسيين.