أتذكر في إحدى رحلاتي إلى خارج الوطن جلست إلى جوار أحد الاخوة بالطائرة التي أقلتنا إلى - دولة اسلامية- دار بيني وبينه حديث حول تعدد الزوجات في الاسلام وكيف أن الرجل عندهم حسب العادات والتقاليد لا يستطيع الزواج بأكثر من واحدة ما دامت في عصمته !!. وسألني قائلاً: كيف تستطيعون أن تجمعوا بين زوجتين أو أكثر؟!!. فأجبته : للإجابة على سؤالك نحتاج إلى معرفة قدرات ومواهب كل رجل بالإضافة إلى الوقت الذي يمكن أن يعطيه لهذه المسألة الاجتماعية ، ولهذا فإن القرار السليم في مثل هذه المسألة أن يقيس الإنسان قدراته ومهاراته في التعامل مع النساء، بالإضافة إلى قياس حاجته النفسية والاجتماعية إلى التعدد، ثم معرفة الواجبات والتكاليف الجديدة التي تستجد في حياته ، وهل هو قادر على التوفيق بينهن والصرف عليهن من ماله والعدل في التعامل معهن أم لا؟!!..وعندها نعرف هذه المعايير الثلاثة نستطيع أن نحكم على الرجل قبل أن يعدد إذا كان قراره في التعدد صحيحاً أم خاطئاً؟!!. إن موضوع التعدد قد ظُلم بين معاول هدم كثيرة منها وسائل الاعلام وبث مفهوم أن الزواج على الزوجة الأولى يُعد خيانة وأنه ضد الوفاء للزوجة الأولى وكفران للعشير وعدم الشكر لها ، وبين ممارسات خاطئة وظالمة لا تحترم مشاعر المرأة ونفسيتها كأن يتزوج الرجل على زوجته في السّر ..الخ. وهنا قاطعني قائلاً: متى يعدد الرجل؟! قلت له : إن من أهم أسباب تفكير الرجل بالزواج على زوجته أو زوجاته عدم راحة الزوج مع زوجته بأي شكل من الأشكال كأن تكون زوجة لا تنجب فيبحث عن الأطفال في زواج آخر أو أنه لم يجد الاهتمام والرعاية والخدمة الواجبة له أو أنه رجل لا تكفيه زوجة واحدة فهنا الإسلام أوجد له مخرجاً وفتح له آفاقا فله أن يتزوج بأخرى تناسبه دون أن يلجأ للوقوع في أعراض الآخرين. فإذا تزوج الرجل بأخرى فلا يعني هذا جحوداً لجميلها أو نكراناً لها ..فإذا عرف السبب بطل العجب، وإذا فكرت المرأة في لحظة زواج زوجها بأخرى بأن الإسلام قد أحل له ذلك بشرط أن يعدل بينهن فإنها إذا كان إيمانها قوياً فستأخذ الأمر بكل بساطة أكثر من غيرها. وهنا ودعته بعد وصولنا أرض المطار وهو يقول : ما أعظم دين الله عز وجل ..وما أروعه فهو الدين الصالح لكل زمان ومكان.. المرأة ومكانتها في الإسلام | قال صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال) ..وقال عليه الصلاة والسلام ( رفقاً بالقوارير) ..والملاحظ في وقتنا الراهن بأن هناك من همش دور المرأة .البعض هداهم الله أصبح يتعالى ويتعامل مع المرأة بأنها عورة ..أقول ذلك من خلال حديثي مع أحد الزملاء، فكان يردد على مسمعي كلمة: (المرأة أعزك الله) وكلمة (المرأة أكرمك الله) يقولها من باب أن المرأة عورة ..ولهذا الزميل ومن هم على شاكلته أقول: يكفي المرأة فخراً بأنها مربية الأجيال وهي من تقوم على رعاية النصف الآخر منذ ولادته حتى يصبح رجلاً كامل الرجولة ولذا اعتبرها كل المجتمع ، وها هو التاريخ يوضح لنا الدور القيادي الذي كانت عليه المرأة في العصور الماضية والتي في نظري لازالت ذات دور قيادي حتى يومنا هذا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها ..ولازالت أمنية كل رجل ..لقد اعتنى الإسلام بالمرأة أيما اعتناء..وكرمها أيما تكريم..وأقول لكافة النساء يكفيكن فخراً أن أول من اعتنق الدين الإسلامي الحنيف هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها فأي مكانة أسمى ..وأي فخر نالته المرأة أفضل من ذلك! فيا من تقسون على المرأة ..وتتنكرون لها ..وتخجلون من ذكر اسمها .. ستبقون بحاجتها شئتم أم أبيتم وأقول كما قال سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه (رفقاً بالقوارير). همسة: (اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى المولى عز وجل قبل فوات الأوان).