بالتأكيد فإن النظرة في مجتمعنا للمرأة ودورها ومسؤولياتها وكفاءتها قد تسارع نحو المزيد من التثبت والقناعة فلم يعد الرجل يرفض حقوق المرأة الطبيعية في أخذ أدوارها بعد أن أكدت المرأة نفسها بعلمها ..ومنطقها ونجاحاتها قدرتها على الحصول على حقها الطبيعي والاسهام في بناء مجتمعها جنباً إلى جنب مع الرجل دون خدش لخصوصيتها على الاطلاق فقد بلغ الرجل نفسه حداً ناجحاً من الوعي ..والفهم ..وفي المقابل فان المرأة نفسها أيضا قد اعتلت ناصية العمل الجاد ..والمسؤولية الواثقة. وبهذا التطور الناجح من الفهم والقناعة ..كان يتعين علينا أن نهىء أنفسنا بنزول المرأة إلى ميادين العمل الذي يتيح لها توظيف قدراتها وعلمها مع الاحتفاظ بخصوصيتها وكيانها وسلوكها ولتصبح في أعلى درجات الاسهام في بناء مجتمعها والتدرج في تسنم مسؤولياتها لتكون وزيرة ..وسفيرة ..ومسؤولة عن قطاعات العمل وأخذ حقها في أن تكون في مواقع القيادة العملية والوظيفية بعد أن أثبتت المرأة نفسها تفوقاً جديراً بالاحترام في مواقع كبرى في شتى أنحاء العالم من خلال أكبر الهيئات والمسؤوليات. لقد نجحت المرأة في بلادنا بأن تكون المثقفة التي يشار إليها بالبنان والمسؤولة التي لاجدال على نجاحاتها الادارية والاعلامية بكل الوان اسهاماتها ومشاركاتها حتى نالت الاعتزاز بحضورها ..والتقدير بنجاحاتها ..وخطواتها الواسعة فأصبحت المرأة السعودية قادرة على تأكيد ركضها الناجح والكبير والذي سيقودها إلى تسنم مسؤولياتها وتقلد أدوارها من المسؤولية الحكومية. ولهذا فقد جاء تعيين السيدة (نورة الفايز) نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات مؤكداً لمسيرة المرأة الناجحة والقادرة على بلوغ أعلى مواقع المسؤولية للاسهام في بناء مجتمعها مدججة بكل موروثاتنا الأخلاقية..وقيمنا..وحرصنا الدائم على أن تكون الواجهة الناصعة في زمن السباق العلمي والتحدي الحضاري الذي يتطلب أن تؤدي المرأة أدوارها ومسؤولياتها مستفيدة من تعليمها ..وتجربتها ..وكفاءة عطاءاتها.. وقد أكد استمرار مسيرة الدعم للمرأة العاملة ما أقره مجلس الوزراء الموقر خلال احدى جلساته برئاسة خادم الحرمين الشريفين من الاجراءات المتعلقة بزيادة فرص عمل المرأة في المجالات التي تناسبها في الأجهزة الحكومية ..ومن بين الاجراءات قيام المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للتدريب التقني والمهني في المجالات التي تناسب المرأة كنشاطات الحاسب الآلي والأعمال المكتبية والنشاطات المهنية داخل دور الرعاية والسجون النسائية مع الزام الجهات المعنية القيام بتوسيع البرامج التعليمية الصحية النسائية وتكثيفها كماً ونوعاً وايجاد برامج التوظيف الالكترونية التي تيسر عمل المرأة عن بعد في المجالات الوظيفية المختلفة والاسراع في جعل رياض الأطفال جزءاً لا يتجزأ من مسار التعليم وقصر التوظيف فيه على العناصر النسائية فيما الزم المجلس وزارة التربية والتعليم والجهات الأخرى المعنية اتخاذ التدابير الادارية والتنظيمية الكفيلة بتأنيث الوظائف في القطاع التعليمي الخاص بالمرأة. وبكل هذه الخطوات الداعمة لمسيرة عمل المرأة فان المجال سيكون رحباً أمام أخذ المرأة لمكانتها العملية بما يتناسب وعلمها وكفاءتها وإخلاصها. آخر المشوار قال الشاعر: إذا العبء الثقيل توزعته أكف القوم خف على الرقاب