ها نحن نعود من جديد .. لنستكمل معا قصة تلك المرأة .. الضعيفة .. التي اختارت الأقدار .. أن تجعلها تواجه الحياة وحدها .. دون رفيق دربها ..هاهي من جديد.. تحيا وحيدة في عالمها الخاص .. هاهي تواجه الموت في كل لحظة تمضي بها.. هاهي تتجرع كؤوساً من الألم الممزوج بطعم من العجز مع مرأى نظرات الشوق في أعين أبنائها .. الشوق لمن؟ لمن حرموا من دفء حنانه .. هاهي دموعها تسيل كقطرات من الدم حين يعتصر الألم نفوس أبنائها .. عانت .. قاست .. ومازالت تعاني و تقاسي .. قسوة من حولها .. ما زالت تعاني إحساسها بالوحدة .. رغم كل ما حولها..ومن حولها فهي تواجه الحياة بكل ما فيها .. دون من كان لها سند وعون.. فلا تجد سوى طلب العون مِن مَن ترتجي عنده العون .. فترفع كفها لله عز وجل سائلة إياه أن يترفق بحالها وحال أبنائها.. ومع كل صبرها وقوة احتمالها وإصرارها على بلوغ هدفها وتحقيق رسالتها .. تجد في أعماقها حرقة ما بعدها حرقة ... كيف لا ؟؟ ولحظات الفرح بالنسبة لها باتت محسوبة .. فتلك الرغبة في قلب الأم التي تسعى دائما لتحقيقها بتزويج أبنائها انقلبت ضدها فباتت أحلامها كوابيس... فبعد أن بحثت واختارت .. وأشركت في حياة ابنها من تكمل معه مسيرته ..ورأت في هذه الفتاة ابنة أخرى لها.. فوجئت بالحقيقة المُرة.. فقد تحولت تلك الابنة إلى شيطان .. يوسوس في نفس الابن البار .. ليزيد هم أمه هما فها هو يهيل على أمه الاتهامات .. يسرقها أموالها .. يحرمها كل حقوقها .. يسلبها كل ما لديها... تحول الابن البار فجأة إلى عدو لدود ..يسعى لإتعاس تلك الأم... دون أن يدرك أن قلبها قد تدمر حقا من اللحظة الأولى من لحظات عقوقه.. فباتت زوجة الابن جلادا يعاقب الأرملة الضعيفة على ذنب لم تقترفه .. بل..... ربما هي اقترفت ذنبا .. فذنبها الوحيد أنها أم .. لابن لا يحمل في أعماقه أي مشاعر من الرحمة .. وتمر الأيام وتزداد قسوتها ..وتستمر المسكينة في مسايرتها للحياة علها يوما تحقق غايتها و هدفها فهل من راحة ستحصدها هذه المسكينة ذات يوم؟ هل من منصف لها سيعيد لها حقها المسلوب و مكانتها الضائعة؟ هل من ابتسامة تخفف عنها قسوة الزمان عليها ؟ سأترك لكم الجواب يا أصحاب القلوب الرحيمة لتغيروا واقع الأرملة المسكينة .. التي أجبرتها الظروف على العيش حياة أليمة .. ولا تنسوا أن تبتسموا في وجهها دائما ابتسامة رحيمة....