تحت يدي تحقيق صحافي موسع عن معاناة الأزواج من ثرثرة زوجاتهم واستهلاك الكثير من الوقت في الحديث مع القريبات والصديقات عبر الهاتف. وهو أمر يؤدي إلى نتيجة سيئة تتمثل في تضخيم بقية فواتير الهاتف من جهة وإلى التفريط في العناية بالزوج من جهة أخرى. كما أشار التحقيق الصاحفي إلى نشوب حالات دائمة من الخلافات والصدامات بين الزوج وزوجته نتيجة استمرار التوسع في تبادل الاتهامات والخروج عن الجادة خاصة وأن النساء الأكثر حظاً في تصيد الصدامات بكثرة الكلام اللامسؤول!! ويشير التحقيق الذي بين يدي إلى أن الزوج أصبح يضيق ذرعاً بطول لسان شريكة حياته الأمر الذي يبلغ حد تعكير المزاج وبالتالي الدخول في حالات التراشق التي تنتهي بخلافات كبيرة وكثيرة!! كما تشكل طلبات الزوجة التي لا حدود لها عبئاً كبيراً على الزوج فهو دائم الانصات إلى مطالب الزوجة وهي مطالب خارجة على قانون المعقول الذي يضع في الحسبان أهمية (مد رجولك على قد لحافك) وهذا يقود الزوج إلى السقوط المرير في الديون وتحمل مشاكل لا نهاية لها. ويقول التحقيق الصحافي بأن كل هذا أدى إلى تفكير الرجل السعودي إلى الخروج من هذه المشكلة مهما كلف من ثمن فكان أن اهتدى عدد كبير من الرجال السعوديين إلى الرضا بالزواج من النساء المصابات بالصم والبكم!! نعم لقد أصبح البحث عن الزوجة الصماء والبكماء هو المخرج من هذه المعاناة للرجال مع زوجاتهم وثرثرتهن الدائمة!! وسئل عدد كبير من الرجال من معدي هذا التحقيق المثير كيف يرضون بمتاعب الصم والبكم.. فأكد الرجال بأن هذا مريح 100% وأنه أفضل من متاعب الثرثرة وإهدار الوقت ونشوب الخلافات!! وقد سئل المأذون الشرعي والخاطب أحمد المعبي عن هذه المسألة وهل أن الرجل السعودي أصبح يتقبل بالفعل الاقتران بفتاة صماء بكماء ليتجنب ثرثرة المرأة السعودية؟! فأكد بأن هذا بدأ يحصل وبنسب كثيرة وملفتة للانتباه بل أن حالات الزواج سجلت نجاحات كبيرة ومريحة!! وبعد قراءة هذا التحقيق ورغم كل البراهين والتسلسل المنطقي إلا أني ظللت أتساءل بدهشة معتدلة؟! صحيح أن ثرثرة الزوجات أو بعضهن أو بالأصح أكثرهن مسألة متعبة. وتؤدي إلى الكثير من المشاكل لكن هل وصل الأمر إلى حد البحث. لاحظوا البحث عن المرأة الصماء والبكماء من أجل أن يكتفي الرجال شرور ألسنة زوجاتهم؟! وأن الاقتران بالصماء والبكماء أصبح يقودنا إلى حياة زوجية سعيدة وهادئة وناجحة بعيداً عن صراخ الزوجة وطلباتها وثرثرتها؟! ولعل الأمر يحتم على النساء أن يحرصن على فضيلة الصمت والاعتدال في محادثات الهاتف والإعراض عن الصدامات ورفع الصوت وحتى لا تزيد انتصارات الصم والبكم ويفزن بالرجال والحياة الزوجية السعيدة بلا منافس!! آخر المشوار: قال الشاعر: ودعتها ودموعي لا تكف أسى وعينها جزعاً تبكي وتبكيني!!