أدى زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانغيراي اليمين رئيسا لحكومة وحدة وطنية طبقا لما نص عليه اتفاق لاقتسام السلطة مع الرئيس روبرت موغابي, كان قد تم توقيعه في سبتمبر 2008. لكن مراقبين يتساءلون عما إذا كان الرجلان سيمضيان بهذه الشراكة إلى الغرض المنشود وهو انتشال البلد من أزماته الخطيرة. وأدى تسفانغيراي (56 عاما), الذي يرأس حركة التغيير الديمقراطي المعارضة, اليمين أمام غريمه اللدود موغابي في احتفال أقيم في العاصمة هراري. وكان تسفانغيراي قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مارس من العام الماضي أمام موغابي، لكنه قاطع جولة الإعادة بسبب أعمال عنف خلال الاقتراع. وأقر برلمان زيمبابوي مؤخرا تعديلا دستوريا استحدث بمقتضاه منصب رئيس وزراء لهذا البلد الذي يحكمه موغابي (84 عاما) منذ استقلاله عن بريطانيا عام 1980. وقال رئيس الوزراء الجديد في خطاب اليمين (سأعمل بصدق على خدمة زيمبابوي عبر منصب رئيس الوزراء). وأضاف (على المتشككين أن يفهموا لماذا يتعين علينا القيام بهذا، وهذا هو أفضل مسار عمل لمعالجة المسائل والتحديات التي تواجه التحول في هذه البيئة السياسية).وحضر الاحتفال رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي الذي توسط لإنهاء الصراع الطويل بين السلطة والمعارضة بالإضافة إلى رئيس موزمبيق أرماندو غيبوزا وملك سوازيلاند مسواتي الثالث. وبعد مراسم تنصيبه على رأس حكومة الوحدة الوطنية, من المقرر أن يلقي تسفانغيراي خطابا في حشد من مناصريه بملعب رياضي في العاصمة هراري. وكانت مجموعة التنمية لجنوب القارة الأفريقية -التي اجتمع قادتها مؤخرا في بريتوريا بجنوب أفريقيا- قد دعت الفريقين المتخاصمين إلى تشكيل حكومة وحدة بحلول منتصف فبراير الحالي على أقصى تقدير. وكان تسفانغيراي زعيما لنقابة عمالية واشتهر بخطبه الملتهبة, إلا أن مهارته في قيادة حكومة لم تختبر بعد. ويأمل سكان زيمبابوي أن تطبق الحكومة الجديدة سياسات لإنعاش البلاد التي تعاني من تضخم مفرط وبطالة تزيد نسبتها عن 90% ونقص في الغذاء وتفش لوباء الكوليرا الذي قتل نحو 3500 شخص وأصاب أكثر من 60 ألفا آخرين. وقد سارع الاتحاد الأوروبي إلى الترحيب بتنصيب تسفانغيراي على رأس حكومة الوحدة بين حزب الجبهة الوطنية- زانو الحاكم وحركة التغيير الديمقراطي المعارضة, وحث الحكومة الجديدة على التعجيل بوضع زيمبابوي على مسار التعافي من أزمته الشاملة.