كنت أراقب ابن ولدي البكر (أحمد) والذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره وهو يضع ال (هيد فون) على أذنيه متصفحاً أحد المواقع التثقيفية على الشبكة العنكبوتية في (اللاب توب) الجديد الذي أهديته له بمناسبة تفوقه الدراسي ... وفي الجانب الأخر شاهدت أخته (كيان) ترسم صورة من الصور المتحركة على جهازها (الكمبيوتر الصغير) وكيان على فكرة في السابعة من عمرها ... بينما جلس أخوهما (أنور) يعصر فكره ليحل مسألة رياضية بمساعدة جهاز (اللاب توب) وأنور في العاشرة من عمره . وما شاهدته في منزل ابني مازن من ورشة عمل يومية لأبنائه خصص لها وقتا بعد عودة الأطفال من المدرسة وإنهاء جميع واجباتهم الدراسية وأخذ قسطاً من الراحة ، بعد ذلك تبدأ كما أطلق عليها مازن (ورشة عمل مع الإنترنت) حدد لها يومياً ساعة فقط وتحت مراقبته وزوجته . هذا المشهد الثقافي التعليمي والتربوي والذي أنا متأكد أن عائلات كثيرة في مجتمعنا السعودي تطبق هذه (الورشات) المفيدة مع أبنائهم ولكن السؤال .. ماذا عن الأسر التي تفتقد التواصل مع أبنائهم أو بناتهم .. والذين لا يتوقفون إما انشغال فلذات أكبادهم ولفترات طويلة في الدردشة (الشات) في غرف مقفلة عليهم دون ان يكون هناك سؤال من الأب أو الأم مع من تقضي ابنتها أو ابنها كل هذا الوقت في الحديث والباب مقفل ؟ ..... بحجة أن ما يفعله الابن أو الابنه هو (حرية شخصية) أو التربية الحديثة تتطلب ذلك ... وحديثنا اليوم يتعلق بهذه (الأحاديث) التي تدور في الغرف المقفلة أو في مقاهي الإنترنت أو أماكن أخرى والتي ينتج منها ارتكاب جرائم من خلال (التقنية الجديدة) التي أفرزتها الشبكة العنكبوتية من خلال غر ف الدردشة (الشات) ومواقع اليو تيوب) وغيرها وأصبحت من أفعال الحرام بل أصبحت من جرائم الإنترنت . ولكن من يتحمل هذا الانحراف التربوي والأخلاقي والديني؟. قبل أن نجيب على هذا السؤال لماذا لا نذكر الجرائم التي ترتكب من خلال الإنترنت وبمساعدة الوسائل التالية: || الحاسب الآلي أو (اللاب توب) - جهاز مودم - خط هاتف - الإشتراك في خدمة الانترنت - برامج تصفح الانترنت . تلك الوسائل والتي من المفروض أن تكون مساعدة ومفيدة للثقافة والتربية والتعليم والتهذيب ، تحولت مع مزيد من الأسف إلى (أسلحة الدمار الشامل) في خلق جرائم الإنترنت والتي تتلخص في الجرائم التالية : || جرائم القذف وتشويه سمعة الأشخاص - جرائم تزوير البيانات - استخدام البر وكسي للدخول لمواقع محجوبة - جرائم تجارة المخدرات - جرائم إنتحال الشخصية (للفرد والموقع) - جرائم غسل الأموال - جرائم الإختراقات - جرائم القرصنة - جرائم الإغراق بالرسائل - التجسس الإلكتروني - جرائم فيروسات الحاسب الآلي - الإرهاب الإلكتروني - جرائم وخطورة برامج حصان طروادة - جرائم إقتصادية - جرائم مالية - جرائم أخلاقية - جرائم السطو على أرقام البطاقات الإئتمانية - جرائم ذوي الياقات - جرائم لعب القمار - البيضاء. وغيرها الكثير من الجرائم التي سببت قضيته متشابكة ومتشعبة الأطراف ، وتتوزع المسئولية على عدد من الجهات الحكومية كانت أم خاصة ، ولكني أحمل الأسرة والمدرسة في حماية الأبناء والبنات من هذه الجرائم حيث الإمكانيات الاتصالية متاحة للصغار كما هي للكبار والصغار في كثير من الأحيان يتقنون التفنن باللعبة الإتصالية أسرع من ذويهم ... وصغارنا اليوم لم يعودوا صغاراً ، عالم الكبار أصبح مكشوفاً أمامهم على مصراعيه بكل تفاصيله وتشوهاته ، فدخلوا أبوابه الكبار وصنعوا هذه الجرائم . كلمة قصيرة لأولياء الأمور (الآباء والأمهات) خاصة أجلسوا مع أبنائكم وبناتكم وحاوروهم بكل صراحة ومصداقية لعلكم تكسبون ثقتهم ويكسبون صداقتكم .