قام فخامة الرئيس عبدالله غول رئيس جمهورية تركيا أمس بزيارة إلى جامعة الملك سعود حيث استقبله وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومدير الجامعة الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن العثمان ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ولدى وصوله رحب وزير التعليم العالي بفخامته والوفد المرافق له في رحاب جامعة الملك سعود منوها بأهمية الزيارة ووصفها بالتاريخية لجامعة الملك سعود . وأبرز معاليه ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للتعليم العالي من أهمية ورعاية في سبيل تخريج الطاقات البشرية الوطنية بمستويات عالية إلى جانب تعزيز الدورالبحثي والابداعي في هذه الصروح العلمية إلى جانب الابتعاث للعديد من الدول في العالم لتعزيز التحصيل العلمي حيث بلغ عدد المبتعثين أكثر من خمسين ألف طالب وطالبه خلال السنوات الثلاث الماضية . وأوضح معاليه أن منظومة التعليم العالي في المملكة تعتمد على عدة أسس الأول هو التوسع رأسياً وأفقياً في التعليم العالي بحيث نضمن أن يكون التعليم العالي متوفراً في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها ذات الكثافة السكانية العالية , أما الأساس الثاني فهو الجودة النابع من توجه حكومي لتحسين جودة التعليم العالي للمؤسسات القائمة وأحد المؤشرات التي نتجت عن هذا الاهتمام هو دخول عدد من الجامعات السعودية في التصنيف العالمي مؤخراً كجامعات ذات مستوي عال من الجودة , والأساس الثالث هو الشراكات مع المؤسسات الجامعية العالمية المتقدمة في مجال الأبحاث العلمية , أما الأساس الرابع فهو الابتعاث الخارجي . وأشار الدكتور العنقري إلى وجود تعاون بين التعليم العالي في المملكة ونظيره في تركيا متمنيا أن يتطور هذا التعاون خلال الفترة المقبلة بتخصيص عدد من المقاعد في كليات الطب المرموقة في تركيا للطلاب السعوديين , وأيضا يتوج ذلك التعاون بتوقيع عدد من الاتفاقيات بين جامعة الملك سعود ومراكز علمية مرموقة في تركيا . بعدها القى فخامة رئيس جمهورية تركيا كلمة وصف فيها جامعة الملك سعود بالمعروفة والمشهورة مشيدا بالجهود المبذولة في تطوير هذه الجامعة . وقال: نحن على دراية تامة بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من عناية بالتعليم العالي وما تخصصه من ميزانيات كبيرة من أجل تطوير وتحديث التعليم وهذا أهم استثمار يمكن أن تنفذه أي حكومة على أساس أن الاستثمار في التعليم استثمار للمستقبل . وأضاف: إذا أردنا مستقبلاً مشرقاً لبلادنا فيجب أن نستثمر في التعليم , ونحن ننظر بعين الاهتمام والإعجاب لما تنتهجه المملكة في هذا المجال . وعد فخامة الرئيس غول انتشار الجامعات في جميع مناطق المملكة أمراً جميلاً ويدعو للإعجاب والثناء إذ يعطي مزيداً من الفرص التعليمية لأبناء الوطن وقال: إنني أعرف جيداً ما تولونه من عناية وأهمية في تعليم الشباب واستقطابكم للعلماء المتميزين من أنحاء العالم لهذا الأمر , وإنه ليسعدني أن أرى بعض هؤلاء العلماء الأتراك من بين المستقطبين لديكم حيث تربطني صداقات ببعضهم . وأشاد الرئيس التركي بخطوات المملكة في برنامج الابتعاث الخارجي للطلاب والطالبات السعوديين مؤكداً أن هؤلاء المبتعثين سيكون لهم دور مهم عندما يعودون إلى بلادهم بنقل أحدث العلوم والتقنيات لخدمة وطنهم . وقال: نحن في تركيا أيضا نهتم بالتعليم العالي وبتطوير التقنية ولانريد أن نبقى ناقلين للتقنية فقط بل يجب أن نطورها ونحدثها بشكل دائم , ونوجه ميزانية كبيرة للتحديث والتطوير ولدينا ثقة أننا جميعاً سنجني الثمار اليانعة لتلك المجهودات بعد عدة سنوات قليلة , وندرك أن الاستثمار في التعليم هو استثمار طويل المدى. ورحب فخامته بالتعاون البحثي بين الجامعات السعودية ونظيرتها التركية وتوقع نجاح الاتفاقيات البحثية التي وقعت بين جامعة الملك سعود ونظيراتها في تركيا مؤكداً أنها ستحقق الهدف المأمول منها بإذن الله. من جهته رحب الدكتور عبدالله العثمان باسم جميع منسوبي الجامعة بفخامة رئيس تركيا وقال: نحن نعتبر هذا يوماً تاريخياً في جامعة الملك سعود ونحن سعيدون جداً بتشريفكم وزيارتكم لهذه الجامعة. إثر ذلك قدم وكيل جامعة الملك سعود للتبادل المعرفي ونقل التقنية الدكتور علي الغامدي عرضاً تعريفياً عن الجامعة . بعده بدأت مراسم توقيع اتفاقية بين جامعة الملك سعود والمجلس التركي للبحوث العلمية والتقنية , واتفاقية ثانية بين جامعة الملك سعود وجامعة اسطنبول التقنية وذلك بحضور الرئيس عبدالله غول ومعالي الدكتور خالد العنقري ومعالي وزير التجارة والصناعة الاستاذ عبد الله أحمد زينل الوزير المرافق ومعالي مدير جامعة الملك سعود . عقب ذلك قدم مدير الجامعة هدية تذكارية لفخامة رئيس جمهورية تركيا عبارة عن ميدالية تحمل شعار الجامعة بعدها اجتمع فخامة الرئيس والوفد المرافق له مع معالي وزير التعليم العالي ومعالي وزير التجارية والصناعة ومعالي مدير الجامعة وعمداء الكليات ووكلاءها . وفي الختام قام الرئيس عبدالله غول والوفد المرافق له بجولة في الجامعة ثم التقطت الصور التذكارية ثم غادر بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.