يصل فخامة الرئيس عبدالله غول رئيس الجمهورية التركية إلى الرياض اليوم الثلاثاء في زيارة للمملكة يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود . وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. هذا وقد أوضح سفير تركيا لدى المملكة العربية السعودية ناجي كورو أن زيارة فخامة الرئيس عبدالله جول رئيس الجمهورية التركية للمملكة تعد تجسيداً لماوصلت إليه العلاقات بين البلدين من مستوى رفيع في هذا السياق وتواصل نموها . وعبر السفير التركي عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لما له من فضل كبير في تعزيز العلاقات بين المملكة وتركيا والشعبين الشقيقين . . وأعاد إلى الأذهان زيارتي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المتتاليتين الى تركيا عام 2006 وعام 2007 وكذلك زيارة دولة رئيس وزراء تركيا ووزير الخارجية إلى المملكة قبل ثلاثة اسابيع لبحث القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك إلى جانب ما قام به رئيس جمهورية تركيا من زيارات للمملكة عندما كان وزيرا للخارجية سيتوجها بهذه الزيارة . وقال : إن هذه العلاقات المتأصلة جذورها إلى أعماق التاريخ ستبقى إرثا غنيا للاجيال القادمة بفضل معرفة الشعبين ببعضهما بصورة جيدة . وأثنى على ما تشهده المملكة العربية السعودية من تقدم وتطور تنموي وخاصة الاقتصادية . وقال: نتابع باهتمام المشاريع التي بدأتها المملكة ضمن حملة التنمية ونرى أن الاقتصاد السعودي يقف على أسس متينة بفضل الرؤية السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مشيرا إلى أن مشاريع القطارات المزمع تنفيذها في الرياضوجدة والمشاريع المتعلقة بالحج تخدم المواطن السعودي وتمتد لهدف أبعد هو توفير خدمات واسعة النطاق للقادمين من كافة أنحاء العالم ومنهم ضيوف الرحمن في موسم الحج . وأشار إلى أن العلاقات التجارية مستمرة في التطور يوما بعد يوم وأن تركيا تتطلع إلى تحديد أهداف جديدة لحجم التبادل التجاري البالغ خمسة مليار دولار في الوقت الحاضر . . ومن الضروري سرعة اتخاذ التدابير الكفيلة بتعزيز الإمكانيات التجارية الفعلية للبلدين القريبين من بعضهما في أنشطة اقتصادية مكملة لبعضها البعض . وألمح إلى أن زيارة فخامة رئيس الجمهورية التركية ستشهد اتفاقيات ثنائية جار البت فيها وإكمالها موضحا أن إكمال البنى المؤسساتية لعلاقات البلدين إرث للأجيال القادمة إن شاء الله متوقعا أن يتم خلال زيارة فخامة الرئيس تناول مشاريع التعاون في النواحي الثقافية والتعليمية , مؤكدا الرغبة في تأسيس تعاون مؤسساتي بين مركز الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمؤسسة التركية للآبحاث العلمية والفنية وقال : ينبغي على الدول الاسلامية استعادة دورها الريادي في التقدم العلمي . . إننا في حاجة إلى مشاريع تعاونية لتطوير ما ورثناه من رجال العلم مثل الكندي وابن خلدون وابن سينا . وأبان التوجه لتنظيم فعاليات ثقافية بالمملكة (الأيام التركية) خلال العام الحالي لافتا النظر إلى أن تركيا كانت قد شاركت كضيف شرف في مهرجان الجنادرية ونالت هذه المشاركة الاهتمام والاقبال مما شجع على زيادة الفعاليات الثقافية من خلال إقامة الأيام الثقافية السعودية التي تم تنظيمها في تركيا عام 2007 فلقيت اقبالا كبيرا من الشعب التركي . وتطرق سفير تركيا لشأن السياحة التي تعد من المجالات البارزة للتعاون بين البلدين اللذين يحرصان على تبادل الخبرات في هذا المجال مشيراً إلى تزايد عدد السياح السعوديين واقبالهم على زيارة تركيا حيث بلغ عددهم اكثر من 70 الف مواطن سعودي زاروا تركيا في العام الماضي . . مفيدا أنه تم البدء بمنح تأشيرات الدخول للسعوديين في منافذ الحدود . واستعرض السفير التركي العديد من العوامل الأخرى لتقارب وترابط شعبي المملكة العربية السعودية وتركيا ومنها على سبيل المثال وجود آلاف المواطنين الأتراك في المملكة للعمل وكذلك تزايد عدد الحجاج والمعتمرين الأتراك عاما بعد عام وبالتالي زيادة عدد رحلات الخطوط الجوية التركية من الرياضوجدة والمدينة المنورة إلى اسطنبول مع زيادة عدد السياح السعوديين إلى تركيا بفضل تسهيل عملية التأشيرات والأنشطة الثقافية . وأكد سفير تركيا لدى المملكة أن تركيا والمملكة تتقاسمان القضايا والأحداث أيضا حيث أن لكلا البلدين الأسبقية في مبادرات تأسيس حوار الحضارات وحوار أتباع الأديان ولهما مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب حيث يقوم كلا البلدين بذلك على أكمل وجه ويتقاسمان الحرص على مصير الأشقاء الفلسطينيين لتخفيف محنتهم ويتعاونان بفاعلية ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي لتحقيق وحدة وسلامة العالم الإسلامي . واختتم سفير تركيا تصريحه قائلا: إن تركيا والمملكة العربية السعودية دولتان كبيرتان في المنطقة ويتحتم عليهما تطوير علاقاتهما التاريخية إلى أعلى المستويات لتتأقلم مع العصر الحديث وكلنا ثقة في قدرتنا على تطوير العلاقات الحالية إلى أعلى المستويات في المستقبل لخدمة مصالحنا المشتركة .