لم تمنعه الإصابة بمرض (فرط الحركة وتشتت الانتباه) من الوصول إلى العالمية وتسطير اسمه ضمن مشاهير عالم السباحة , فقد استطاع السباح الأمريكي مايكل فيليبس البالغ من العمر (23) عاما الفوز ب(14) / ميدالية ذهبية في الأولمبياد (6) منها في أولمبياد أثينا 2004 و(8) في أولمبياد بكين 2008م , بل حطم الرقم القياسي في الأولمبياد المسجل باسم مواطنه مارك سبيتز فضلا عن حصوله على العديد من المراكز خلال مناسبات رياضية عديدة حول العالم. وخلال مشاركته في منتدى التنافسية الدولي الثاني الذي نظمته الهيئة العامة للاستثمار بالرياض الأسبوع الماضي قام السباح الأمريكي بزيارة مجموعة دعم فرط الحركة وتشتت الانتباه حيث التقى رئيسة المجموعة الدكتورة سعاد اليماني وعضو اللجنة الإعلامية للمجموعة محمد السقا , وشرح خلال اللقاء كيف تفوق على الإعاقة وجعل منها طريقا إلى الشهرة والنجومية العالمية, مؤكدا أنه لا يوجد مستحيل وأن الإنسان يحتاج إلى خيال واسع وإرادة من حديد. وبين أن ما كان يسمعه في طفولته من الناس عن معاناته من اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه بعدم نجاحه في أي شيء على الإطلاق, أعطاه دافعا لأثبات أنهم كانوا مخطئين وأنه عندما يتعامل مع أي أمر بتركيز وجدية يستطيع أن يفعل كل ما يريد . وعد فيليبس السباحة نقطة التحول في حياته ويقول (إن السباحة هي النقطة الأكثر تاثيراً في حياتي حيث وجدت في السباحة فرصة للتركيز على شيء محدد لتحقيق النجاح وعندما أصبحت قادراً على التركيز في حوض السباحة أخذت أمارس التركيز في كل مكان حتى في الفصل بالمدرسة وفي كل ما أفعل ولم أكن لأصل إلى هذا التركيز الكامل إلا من خلال رياضة السباحة التي اعتبرها نقطة الانطلاق في حياتي). ويضيف (عندما كنت صغيرا تناولت دواء (ريتالين) كي أتمكن من التركيز والسيطرة على اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه، وأتذكر أنني عدت يوماً إلى المنزل لأقول لأمي (إنني لا أحتاج إلى هذا الدواء بعد اليوم، ولن استمر في تناوله) لأنني أشعر بأنني قادر على الاعتماد على نفسي في مواجهة مشكلتي، وأشعر أن ما يقوله أساتذتي كان الدافع الحقيقي لي . . إنني لن أحتاج إلى ذلك الدواء، وأستطيع مواجهة المشكلة بنفسي، وأثبت لهم قدرتي على النجاح، كنت في ذلك الوقت في سن العاشرة أو الثانية عشرة). وبين فيليبس أن والدته ردت عليه بالإيجاب حينما قالت له (دعنا نجرب ما تريد ثم نرى كيف تسير الأمور وأضاف (لقد أعطتني والدتي الفرصة لأثبت أنني لا أحتاج دواء (ريتالين) لمساعدتي على التركيز، وأعطتني الفرصة لأثبت قدرتي على التركيز اعتماداً على نفسي، وأنني أستطيع أن أحقق النجاح في كل شيء أتعامل معه بتركيز كامل , وأؤكد لكل من يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه أنه لا حدود لما يستطيعون أن يفعلوه وقد يستغرق بعض الوقت ليكتشفو شيئاً أو مجالاً يجذب اهتمامهم ويستثير تركيزهم ومن ثم يطلقون العنان لطاقاتهم لتحلق بهم). ويشير إلى أن المجتمع المحيط به دعمه في مسيرته الأولمبية حيث يقول (لقد تحقق النجاح بمساعدة والدتي وقربي من أسرتي ومدربي وأصدقائي وأشخاص كثيرين لولا دعمهم ومساعدتهم لما تحقق كل هذا النجاح , هناك أمور يمكنك فعلها بمفردك وهناك غيرها كثير تستطيع إنجازه بمساعدة مجتمعك وأسرتك وأصدقائك بدعم هؤلاء ومساندتهم تستطيع أن تحقق نجاحات أكبر، وقد تيسر لي كل ذلك من خلال أصدقائي وأسرتي والمجتمع طيلة حياتي مما أهلني لتحقيق كل ما أصبو إليه، حيث لم تهمني المشكلات التي كنت أعاني منها والصعوبات التي واجهتها كان تركيزي منصباً على تحقيق أكبر قدر ممكن من أهدافي وأحلامي أردت أن أحقق شيئاً بغض النظر عن مدى صعوبة أو سهولة المشوار لم أهتم بسرعة الإنجاز قدر حرصي على ألا أسمح لأي شيء أن يقف في طريقي فهناك هدف وحلم أردت تحقيقه).