لاتزال الحوادث المفجعة والمزعجة والتي يذهب ضحيتها العديد من الأسر والشباب مثار تساؤل وخوف من مضاعفة الأرقام المفجعة التي بين الحين والآخر تصدرها إدارات المرور، أرقام مهولة سيما تلك التي ذهب ضحيتها العديد من المعلمات في المناطق النائية وخطوطها السريعة أو المتعرجة. في البداية يؤكد صالح علي المنتشري أن ارتفاع عدد الحوادث وما تسببه من ضحايا في الأرواح لمختلف الأعمار أصبح بالفعل يستدعي استنفار كافة الجهود والطاقات بهدف وضع حد لهذا المسلسل الدامي، وبلا شك فإن معدل الوفيات يعتبر رقماً مرتفعاً جداً ومعظمهم من فئة الشباب دعائم هذا الوطن المعطاء ، وبالتالي أرى أن وضع مراقبة دقيقة جداً على الخطوط السريعة من قبل رجال المرور وعقوبات رادعة لمن يحاول التهور في القيادة وردعهم للتخفيف من هذه الأرقام المخيفة في الحوادث وما تسببه من ضحايا أبرياء وكما أن على أولياء الأمور دوراً في التصدي وذلك بعدم اعطاء أولادهم غير البالغين سيارات قد تساهم في ايقاع الحوادث. ويؤكد إبراهيم الزبيدي ان كثرة الحوادث على الطرق السريعة نتاج لعدم المراقبة والتهور وكثرة الأخطاء في الطريق سيما من السيارات التي يقودها شباب من فئة عمرية معينة يحاولون العبور في الطريق بأعلى سرعة ولا يفكرون في العواقب السيئة التي قد تنتج عن هذ السرعة الجنونية، ويكاد يقع كل يوم حادث أو حادثان وهي نسبة عالية الخطورة في الخطوط السريعة سيما الخط الساحلي من جدة حتى جازان هنا مكمن الخطورة في مثل هذه الأيام في صحارى هذه الخطوط حيث هناك العديد من الإبل السائبة تظهر في الليل وتتسبب في الحوادث حيث ان الخطوط ليس بجانبها سياج يمنع الإبل من الوقوف وسط الخط. مصائد قاتلة ويضيف عبده صالح للأسف أصبحت الخطوط السريعة وخط الساحل بالذات مصيدة تحصد الأرواح دون توقف ويؤكد عبده ان رعونة الشباب وتهورهم في القيادة هي السبب الرئيسي لهذا الارتفاع في الحوادث إلى جانب مجموعة أخرى من الأسباب منها سهولة الحصول على سيارة اخر موديل وكذلك ضعف الوعي المروري وعدم الاكتراث بالقواعد والتعليمات المرورية وحب المغامرة في القيادة ، أضف إلى ذلك ضعف الشعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الاخرين، كما يطالب عبده بتكثيف الرقابة المرورية على الخطوط السريعة من أجل ردع المخالفين والمتهورين. الجوال والحوادث ويرى عبدالرحمن محمد القرني ان الانشغال بالرد على الجوال والخروج من دائرة التركيز والانتباه على القيادة سبب رئيسي لوقوع الحوادث، وللأسف في الفترة الأخيرة ارتفعت معدلات الحوادث والوفيات سيما المعلمات والأمر يحتاج إلى تضافر الجهود من كافة الأطراف ، ولعل السرعة تكون اللاعب الرئيسي في المشكلة فقائد المركبة يحاول كسب عامل الزمن وهو في غير تركيز ومن هنا تقع الكوارث فزيادة السيارات وعدم وجود اضاءة ليلية للخطوط السريعة الطويلة وسياج مانع للإبل أسهمت في كثرة الحوادث. ويؤكد القرني على دور التوعية المرورية بوضع لوحات ارشادية مدعمة بالصور التي تنتج عنها تلفيات في المركبة وبالتالي يتم ملاحظة هذه اللوحات التي تساهم في التقليل من السرعة والتهور لدى الشباب. ويرى ان التوعية في ارشاد السائقين وتأهيلهم وحثهم على القيام بتجهيز آليات سياراتهم قبل السفر والتنقل وتوفير وسائل الأمن والسلامة فيها وتعريفهم بأبسط قواعد القيادة تسهم في السلامة العامة للجميع.