انتشرت قوات من الجيش في شوارع أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر أمس بعد مقتل 27 شخصا على الأقل في أسوأ اضطرابات تشهدها الجزيرة الواقعة جنوب شرق القارة الأفريقية. وفي هذه الأثناء طالبت المعارضة بتصعيد الاحتجاجات. وانتشل رجال الإطفاء الليلة قبل الماضية 25 جثة متفحمة يشتبه في أنها لأشخاص حاولوا نهب متجر أضرمت فيه النيران في العاصمة إضافة إلى قتيلين آخرين بعد أن تحولت مظاهرات مناهضة للحكومة إلى أعمال عنف. وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة إلى الشوارع يوم الاثنين وأحرقوا محطة الإذاعة والتلفزيون المملوكة للدولة. وقال مصدر أمني إن شخصين قتلا في ذلك اليوم. ودعا كل من رئيس بلدية أنتاناناريفو أندريه راجويلينا (34 عاما) الذي يتزعم المعارضة ورئيس مدغشقر مارك رافالومانانا (59 عاما) إلى الهدوء، لكنهما لم يجريا بعد محادثات فيما بينهما لحسم الخلافات.وقال راجويلينا الذي أغلقت الحكومة إذاعته الخاصة نهاية العام الماضي إنه لن يجري محادثات مع الحكومة ما لم يقدم قاتلو أحد أنصار المعارضة إلى العدالة، مضيفا أنه يريد مزيدا من الاحتجاجات اليوم. وذكّرت الاحتجاجات باضطرابات سياسية سابقة في مدغشقر رابع أكبر جزيرة في العالم، كما أثارت مخاوف من انعكاسها سلبيا على جهود الحكومة لجعل البلاد مقصدا سياحيا ومكانا جيدا للاستثمار في مجالي التعدين والنفط. وقالت الشرطة إن الهدوء عاد إلى الشوارع التي تعرضت لحرائق وعمليات نهب منذ يوم الاثنين بعد فرض حظر للتجول خلال الليل. وقال متحدث باسم الشرطة إن الجيش ينظم دوريات راجلة وراكبة بالتعاون مع الشرطة. ويتهم راجويلينا -رئيس هذه المستعمرة الفرنسية السابقة- بتحويل الجزيرة إلى دكتاتورية. بينما يتهم رئيس مدغشقر -وهو رجل أعمال عصامي- منافسه بمحاولة الانقلاب على الحكومة.