صرح وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأن أفغانستان تشكل أكبر تحد عسكري لبلاده، مشيرا إلى ضرورة أن يتم تركيز الجهود الأميركية في الفترة المقبلة على أهداف محددة وإلا خسروا الحرب، من ناحية أخرى أعرب قائد القوات المشتركة في أفغانستان الأدميرال مايكل مولين عن اعتقاده بأن السبيل إلى حل قضية أفغانستان قد يكون عبر إيران. وقال غيتس أمام لجنتي الخدمات المسلحة لمجلسي الشيوخ والنواب إنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تتعثر في هدف غير واقعي، وهو تحويل افغانستان إلى أمة مزدهرة اقتصاديا. وقال (كي أكون صادقا فإنه إذا وضعنا لأنفسنا (مثل هذا الهدف) فسوف نخسر، لأنه لا يملك أحد في العالم هذا الوقت أو الصبر أو المال). وتعد تصريحات غيتس هذه إشارة واضحة إلى الانخفاض الكبير في الطموحات الأميركية في أفغانستان، رغم استعداد أميركا لمضاعفة حجم قواتها في هذا البلد استجابة لتردي الأوضاع الأمنية فيه.وأضاف أنه بدلا من ذلك على الولاياتالمتحدة أن تحد تركيزها على ما يمكن أن تنجزه في خمسة أعوام، وهو (التأكد من أن الإرهابيين لن يستعيدوا السيطرة على المنطقة كي لا يستخدموها قاعدة لهجماتهم على أميركا أو حلفائها). وأشار غيتس إلى أنهم قد يخسرون الحرب إذا فشل الغرب في معالجة مسألة الخسائر في صفوف المدنيين، مؤكدا رغم ذلك أن الغارات الجوية ضد أهداف (إرهابية) في باكستان ستستمر، رغم ما تؤكده إسلام آباد من عدم جدوى هذه الهجمات. كما أعرب غيتس عن تفاؤله بإرسال عدد من القوات الأميركية أكبر مما طلبه القائد الأعلى لتلك القوات في أفغانستان. وقال ما من شك (بأن أعظم تحدياتنا العسكرية حاليا هي أفغانستان)، مضيفا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن بوضوح (أن المسرح الأفغاني يجب أن يكون على رأس أولوياتنا العسكرية عبر البحار). وفي الإطار نفسه حث قائد القوات المشتركة في أفغانستان الأدميرال مايكل مولن حلفاء أميركا على إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، خاصة الدول الأوروبية التي أبدت ترددا بهذا الخصوص. وقال مولن للصحفيين (إنني على أمل بأن رئيسنا الجديد سيطلب ونظراؤه سيستجيبون). موضحا أن الأمر لا يقتصر على الاحتياجات العسكرية وإنما الاحتياجات المالية كذلك، وقال (لدينا متطلبات للحكم فضلا عن متطلبات اقتصادية). كما صرح مولن يوم الثلاثاء بأنه يفضل حلا إقليميا لأزمة أفغانستان يتضمن إيران المجاورة رغم ما تفرضه طموحات إيران النووية من صعوبات.