حقق التعليم العالي في العالم العربي نمواً كبيراً خلال العشرين عاماً الأخيرة حيث بلغ عدد الجامعات إلى عام 2008م 395 جامعة في حين كان عدد الجامعات منذ 40 عاماً لا يتعدى الثلاثين جامعة. وتشكل نسبة التعليم الجامعي الخاص – غير الحكومي – ما نسبته 4 ر 48 في المائة من مجموع الجامعات. جاء ذلك في التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي. وناقش التقرير خمسة ملفات أساسية هي : التعليم العالي في العالم العربي ، والإعلام العربي في تجلياته المقروءة والفضائية والإلكترونية ، وحركة التأليف والنشر في 18 دولة عربية وكذلك الإبداع العربي عام 2007م ، والحصاد الثقافي السنوي في العالم العربي ، ومعالجة أهم قضايا الفكر والثقافة التي شغلت العالم العربي عام 2007م ومدى ما أحدثته من حراك ثقافي عبر المؤتمرات والمنتديات التي شهدتها البلدان العربية. ورصد التقرير الذي شارك في إعداده أكثر من أربعين باحثاً عربياً واقع التنمية الثقافية في الوطن العربي للوصول إلى بناء قاعدة معلوماتية يستعين بها الباحثون العرب في بناء مشروع نهضوي عربي شامل بإرساء قيم المعرفة والنقد والمراجعة والحوار. وأورد التقرير أن التحاق الإناث بالتعليم العالي في المنطقة العربية أضحى ظاهرة بارزة ، مشيراً إلى أن نسبة الطالبات المسجلات في التعليم العالي عام 2006م بلغت 4708 في المائة ، وأن هناك تسعة بلدان تتجاوز فيها نسبة الإناث 50 في المائة من مجموع الطلاب ، وفي خمسة بلدان تجاوزت نسبة الإناث 60 في المائة وفي الإمارات العربية تجاوزت النسبة 70 في المائة ، في حين يلعب العامل الاقتصادي دوره في تخفيض التحاق الفتيات بالتعليم العالي إلى 40 في المائة وما دون في دول الجنوب العربي وهناك دول يتساوى فيها الجنسان مثل الأردن ومصر والسعودية. وأظهر التقرير ضمن ما جاء في محور الإعلام أن العدد الإجمالي للصحف اليومية في الدول العربية لعام 2006م بلغ 267 صحيفة ، تتصدرها لبنان بعدد 59 صحيفة يومية يليه الجزائر 48 صحيفة ثم السودان 32 صحيفة ثم العراق 30 صحيفة ، في حين يصل عدد الصحف الأسبوعية في دول العالم العربي إلى 507 صحف ، أغلبها يصدر في سوريا بمعدل 107 صحف ثم العراق 75 صحيفة ثم مصر 68 صحيفة. كما وصل عدد القنوات الفضائية التي تبث باللغة العربية إلى 482 قناة مفتوحة وذلك حتى منتصف عام 2008م. وبين التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية أن العدد الإجمالي لمنشورات الوطن العربي من الكتب خلال عام 2007م هو 27809 عناوين ، أي أن كل 11950 مواطناً عربياً يكون له كتاب واحد بينما لكل 491 مواطناً إنجليزياً كتاب واحد ، ولكل 713 مواطناً أسبانياً كتاب واحد ، كما أن ما كتبه العرب في العلوم التطبيقية في نفس العام بلغ 12 في المائة من مجموع مؤلفاتهم بينما بلغت نسبة ما كتبوه في الأدب والدين 48 في المائة من مجموع المؤلفات. وتناول التقرير التنمية الثقافية في العالم العربي من منظور أدوات الثقافة وليس من باب الخطاب الثقافي ، وكذلك معالجة نجاعة وحداثة الأدوات والإنسان والمؤسسات التي تسهم في تنمية العقل وتربية الوجدان عبر البعد الشمولي للثقافة العربية و الثقافة الفرعية. وطرح التقرير ملامح من الحراك الثقافي العربي خلال العام 2007م من خلال المؤتمرات والندوات الثقافية. وكذلك كيفية الوصول بالتنوع الثقافي في العالم العربي والمجتمعات العربية إلى مستوى القيمة المضافة وتحويله إلى مصدر الإبداع الثقافي والتماسك الاجتماعي. بالإضافة إلى تماسك الهوية الثقافية العربية. واشتمل المحور تحديات الإعلام العالمي للثقافة العربية ، وكذلك أزمة المسرح العربي ودعم الإبداع مالياً ، وحوار الحضارات والتنوع الثقافي ومفهوم المؤسسات الثقافية العربية والمشكلات التي تعترضها بالإضافة إلى أهمية توثيق خريطة الأطر المؤسسية للعمل الثقافي العربي ، وجوائز الإبداع الثقافي العربي ومعايير المنح ومعايير الإقصاء.