قالت إيران إن إسرائيل منعت سفينة مساعدات إيرانية تحمل كميات من الغذاء والدواء، من الرسو في ميناء قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي دخل يومه ال19. وقال رئيس فريق الإغاثة الإيراني في حديث مع التلفزيون الإيراني إن السفينة لم تعد تفصلها عن الميناء إلا بضعة أميال لكن البحرية الإسرائيلية لم تشأ السماح لها بدخوله، وطلبت منها العودة. وقال إن الوضع إن استمر على حاله، فستنطلق السفينة -التي أبحرت من بندر عباس قبل أسبوعين- إلى ميناء العريش لتسلم المعونات عبر معبر رفح. وقد انطلقت أمس من لارناكا القبرصية سفينة أخرى سيرتها (حركة غزة الحرة)، التي يقع مقرها بالولايات المتحدة. وكانت السفينة قد أبحرت الاثنين لكن عطلا ميكانيكيا أجبرها على العودة إلى الميناء بعد بضع ساعات. ووصفت إسرائيل الرحلة التي يحاول القارب القيام بها وعلى متنه 21 شخصا، بأنها (مستفزة وخطيرة). وفشلت السفينة قبل 15 يوما في دخول ميناء غزة، عندما اصطدم بها زورق حربي إسرائيلي في واقعة قال الركاب إن البحرية الإسرائيلية تعمدتها. وكانت تلك أول مرة تفشل فيها بعثة إغاثة بحرية في بلوغ ميناء القطاع منذ أغسطس الماضي عندما بدأت منظمات دولية تسيير رحلات لكسر الحصار. وحذرت منظمات دولية حقوقية وإغاثية من تفاقم الوضع الإنساني وشددت على ضرورة دخول عمال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة وتوفير حماية للمدنيين. وقال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بغزة إن أول شيء يقوله سكان القطاع (نرجوك نريد الحماية.. لا يوجد مكان آمن، وهم محقون). وأضاف جون جينغ عقب زيارة مركز توزيع تابع للأونروا وملاجئ وعيادات إن التحرك لحماية المدنيين (امتحان لإنسانيتنا)، وتحدث عن (شعور متفشّ بالخوف) بين الفلسطينيين في مختلف أنحاء غزة، وطالب بتحقيق بشأن استخدام إسرائيل أسلحة محرمة. ووفقا لاتفاقيات جنيف، فمن حق المدنيين أن يكون هناك إجراء فاعل من جانب المجتمع الدولي لحماية حياتهم. وقالت هيومن رايتس ووتش إن التحقيق الدولي هو (الفرصة الوحيدة لكشف الحقائق في ظل رفض إسرائيل دخول الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان غزة). وحذرت المنظمة الحقوقية من أزمة إنسانية وطالبت إسرائيل بالسماح لفرق الإغاثة الدولية بدخول المناطق المنكوبة، وشددت على ضرورة نقل الجرحى إلى أماكن آمنة في أسرع وقت. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي الأمراض بالقطاع بعد انهيار الخدمات الصحية، وقالت إن 30 مركزا صحيا فلسطينيا من إجمالي 58 تعمل حاليا، وسبعة من أصل عشرة مصابين بأمراض مزمنة لم يعودوا يتلقون الرعاية. وتحدث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي عن أكثر من 28 ألف مشرد في منشآت كالمدارس، وهو أعلى معدل يسجله اللاجئون منذ حرب أكتوبر 1973 حسب قوله.