منعت السلطات الموريتانية في إطار منع عام للتظاهر مساء أمس نساء من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ذي التوجه الإسلامي من تنظيم مظاهرة تضامنا مع غزة، ولكن المتظاهرات حولن مظاهرتهن إلى وقفة احتجاجية. وقال مسؤول إن استدعاء بلاده لسفيرها في تل أبيب ليس إلا خطوة في اتجاه قطع العلاقات بشكل نهائي مع إسرائيل. لكن المنظمة النسائية لحزب تواصل حولت المظاهرة بعد رفضها إلى وقفة احتجاجية أمام مقر الحزب، حمل الأطفال خلالها نعوشا رمزية لأطفال غزة، وطالبت النساء بالقطع الفوري للعلاقات مع إسرائيل، وبإنهاء الحرب على غزة وفتح المعابر، كما رفعن شعارات تندد بما سمينه التواطؤ العربي. وقالت القيادية في الحزب أم المؤمنين بنت أحمد سالم إن النساء الموريتانيات يعبرن من خلال هذا النشاط عن ولائهن وتضامنهن المطلق مع القضية الفلسطينية، فهن جزء منها، فالدم دمنا ومعاناتهم هي معاناتنا، وتضامننا معهم بلا حدود.وقالت المسؤولة الإعلامية في الحزب إن السلطات رخصت لهن في مسيرة تنطلق من مقر الحزب لتقف أمام البرلمان، ثم تنتهي بالتوقف أمام المخيم الذي تنصبه القوى والأحزاب السياسية وسط العاصمة تضامنا مع غزة. لكن والي العاصمة كما قالت اتصل بهن قبيل انطلاق المسيرة ليعلن سحب الترخيص وإلزامهن بعدم مغادرة ساحة الحزب، وعدم تسيير أي مظاهرة تضامنية مع غزة. وكانت وسائل إعلام موريتانية قد ذكرت أمس أن والي العاصمة نواكشوط أبلغ السلطات الأمنية بحظر المظاهرات التضامنية مع غزة حتى إشعار جديد، مبررا ذلك بما شهدته نواكشوط أول أمس من اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الغاضبين. لكن والى العاصمة محمد الأمين ولد مولاي الزين قال إنه ليس على علم بحظر شامل للتظاهر تضامنا مع غزة، رافضا في الوقت ذاته أن تتحول هذه المظاهرات إلى فوضى وصدامات. وكانت نواكشوط قد شهدت أول أمس صدامات دامية بين عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين وقوات الشرطة بعد منع المتظاهرين من الاقتراب من مقر السفارة الإسرائيلية في نواكشوط، مما أدى إلى إصابة أكثر من خمسين متظاهرا وثمانية من قوات الشرطة بجروح متفاوتة. وعلمت المصادر أن بعض جرحى مظاهرات الجمعة ما زالت حالاتهم خطيرة جدا وأن اثنين منهم على الأقل أجريت لكل منهم عمليتان جراحيتان دون جدوى. وقد زار وزير الصحة الموريتاني المصابين مساء أمس في مستشفى نواكشوط المركزي وتعهد بتحمل الدولة لتكاليف علاجهم خارج البلاد. من جهة ثانية واصل المسؤولون الموريتانيون أمس التلميح إلى إمكان قطع علاقات حكومتهم مع إسرائيل.