الحياة في وقتنا الراهن أصبحت صعبة ومكلفة ، فكل شيء فيها يحتاج إلى مال ، وازدادت هذه الصعوبة بعد موجة الغلاء التي داهمت أغلب السلع الاستهلاكية الغذائية ، فثقل الحمل على كل ولي أمر ، وأصبح الدخل لا يفي بتأمين الضروريات الحياتية ، ونادى الجميع ولاة الأمر لوقف هذه الموجة وصدها عن حياتهم البسيطة ، ولم يَخِب أملهم ، وصدرت التوجيهات السامية بدفع معونات عاجلة من أجل أن تعاد الأوضاع إلى ما كانت عليه ، وما هي إلا برهة من الزمن ليرفع أصحاب الوحدات السكنية قيمة الإيجار بما يقارب الثلث وأكثر ، فأصبحت الوحدة السكنية التي كان إيجارها (12000) ألف ريال ما بين ال (15000 – 18000) ألف ريال ، وقس على ذلك ، وفي الوقت نفسه لم يستجب التجار لخفض أساسيات المواد الغذائية ، الأمر الذي جعل المرء يرضخ للدخول في متاهة القروض البنكية ليؤمن لعائلته مطالبها من الضروريات الأساسية ، وأصبح كل ولي أمر ليله نهار ، ونهاره مشقة وتعب ، فالمواطن يعلم أن الغلاء قد طال دول العالم أجمع ، وأن ولاة الأمر حفظهم الله أصدروا توجيهاتهم الكريمة للجهات المعنية لخفض الأسعار ، وهذا بحد ذاته مكرمة ملكية تثلج الصدور ، فولي أمر كل عائلة يطمع أن يلمس إيجابيات تلك القرارات على أرض الواقع ليرتاح من الهموم التي تلازمه منذ أكثر من عام ، والكل يعلم أن أكثر المتضررين هم أصحاب الرواتب المتدنية التي لاتتجاوز ال (4000 - 7000) ريال ، فهل من حركة إيجابية نجد لها مردوداً على حياة المواطن ليسعد في هذا العام بحياة هانئة كريمة خاليه من المؤثرات السلبية التي تؤثر على حياته الأسرية؟. ومن أصدق من الله قيلاً (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) .