لم يعد مقبولاً من مجلس الأمن الدولي أن يتباطأ بهذه الصورة في اصدار قراره في الوقت الذي يتعرض فيه شعب كامل للقتل والتدمير في غزة، إن القرار الدولي بوقف اطلاق النار الفوري هو أبسط ما كان يمكن توقعه من مؤسسة دولية تعنى بإرساء الأمن والسلام العالميين . ولهذا جاء تحذير صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية من أن مصداقية مجلس الأمن على المحك في وقته تماماً. هناك أبرياء يقتلون وهناك منازل تدمر وكلنا نشاهد القصف الهمجي الذي لم يراع حتى الهاربين من جحيم الحرب ..هل يمكن إزاء كل هذا أن يظل مجلس الأمن صامتاً لا يحرك ساكناً ..اليس في هذا الصمت المريب ضوء أخضر لاسرائيل أن تستمر في عدوانها ...واليس من شأن ذلك أن يعرض مصداقية مجلس الأمن للضياع. فإن مجلس الأمن في هذا الوضع الراهن يكون قد تخلى تماماً كما قال سمو وزير الخارجية عن الاضطلاع بدوره في وقف العدوان في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من آلة عسكرية شرسة ، وبالفعل قد تباطأ مجلس الأمن في اتخاذ قرار بشأن غزة وأن ما يحدث لن ينتج عنه إلا مزيد من العنف ، فإلى أي مدى يمكن أن يتجاهل المجتمع الدولي أحداث غزة وهناك وفد عربي أتى بمبادرة جادة لانهاء العدوان الاسرائيلي؟. ان ما يجري في غزة لن يحقق الأمن لاسرائيل فالأمن لن يتحقق عن طريق العدوان والهمجية التي نراها اليوم ولكنه يتحقق بالاستجابة للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني ، هناك اتفاقية موقعة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني على اسرائيل أن تحترمها وهناك اتفاق للهدنة كل الدلائل تؤكد أن اسرائيل هي التي انتهكته ، هناك مبادرات للسلام تعمد اسرائيل إلى تجاهلها وآخرها المبادرة العربية للسلام التي تتيح أكبر فرصة لسلام عادل وشامل في المنطقة ولكن طبيعة اسرائيل القائمة على العدوان ومماطلاتها المتكررة تحول دون أي تقدم جاد نحو السلام.