القصف المكثف على غزة من قبل المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية مستمر على أشده ومعارك الشوارع تدور رحاها في الأحياء المكتظة في قطاع غزة والشهداء يتساقطون والجرحى في ازدياد وصور الضحايا تهز الوجدان الإنساني اينما كان، رغم ذلك ترى أن الجهود المفترض أن تبذل لوقف هذا العدوان تتعثر أو تتحرك ببطء لا يتناسب والهجوم الشرس الذي يعاني منه أهالي غزة الان. فعلى صعيد مجلس الأمن ورغم وصول الوفد العربي الى هناك إلا أن الأمور لا تسير كما هو مفترض فتصريحات المندوب الأمريكي زلماى خليل زاده كانت واضحة انه لن يصدر قرار اليوم الأربعاء من المجلس وحتى لو صدر قرار فإن الولاياتالمتحدة كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي نفسه نريد اقرار خطة تضمن في الأساس أمن إسرائيل حتى لا تصل اليها صواريخ حماس، فالمعادلة هنا تبدو مقلوبة فالذي يحتاج إلى الأمن هو الشعب الفلسطيني فكيف يمكن مساواة الضحية بالجلاد. وهنا الرئيس الفرنسي ساركوزي يتحرك في المنطقة وهو تحرك جاد ولكن لم تتبلور عنه حتى الآن مبادرة يمكن أن تؤدي الي وقف سريع للعدوان الإسرائيلي. إن مناظر الضحايا من الأطفال لم يعد محتملاً وهذا ما عبر عنه الرئيس الفرنسي صراحة، وحتى تتوقف هذه المشاهد المطلوب من مجلس الأمن ومن المجتمع الدولي يرتقي الى مستوى الحدث فالعدوان انتهاك صارخ للسلم ومهمة مجلس الأمن الحفاظ على السلم فلماذا الصمت؟ إنه موقف لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.