اطلعت على مقال أخي وصديقي الأستاذ القدير عبدالله أبو السمح والمنشور بجريدة عكاظ بعددها(15453) وتحت عنوان (حج وقبول) والذي طلب فيه أبو السمح (بناء سور حول منطقة المشاعر المقدسة) وجاء فيه : (وربما من تلك الوسائل ما سبق لي أن اقترحته من سنوات بتسوير المشاعر فمهما تكن التكلفة فإنها في ظني أقل من التكلفة الحالية، الحج العشوائي والمفترشون هم أهم سبب لفوضى الازدحام ويجب منعهم، كما يجب منع ما يساعد على ذلك من صدقات الطعام وأشياء أخرى) انتهى. والله تألمت لما قرأت واندهشت أن يُكتب هذا الكلام لأنها فكرة ليست ذات أصل سليم من وجهة نظري . يا أخي عبدالله لقد ذهبتم لمعالجة (ردة الفعل) ولم تضع الحلول لمعالجة الفعل لم تفهموا ، ولم تفرقوا ، أن أسباب ازدحام الحجاج هم (المتخلفون) من الوافدين لمكةالمكرمة من الحجاج والمعتمرين والزوار الذين يعيشون في مكةالمكرمة بدون اقامات نظامية ويأكلون ويسكنون ويعملون ، بل ويتسولون في شوارع مكةالمكرمة وميادينها ..هؤلاء (المتخلفون) هم سبب هذه المشاكل التي تقع في الحج ، وليس أهل مكةالمكرمة كما ظن ويظن الكثير. فالمطلوب هو معالجة جذور هذه المشكلة بتصحيح أوضاع هؤلاء المتخلفين أو ترحيلهم أو ابعادهم أو ..أو ..أو.. الخ ..المهم أن الحل في يد الأجهزة الحكومية ..وليس أهل مكةالمكرمة. وبناء السور حول منطقة المشاعر المقدسة قد يفسر بأن الدين الاسلامي يعزل بين المسلمين ويدعو للطبقية وتخرج علينا تفسيرات جديدة لا ناقة لنا بها ولا جمل ونحن لسنا في حاجة لمثل هذه المهاترات والازعاجات. أجزم أن هذه الفكرة باهتة وغير منطقية وغير عقلانية، وغير مقبولة، ومرفوضة ، فلو أراد الله جلت قدرته أن تسور بأسوار لأمر نبيه سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق عن الهوى ، وهو العارف أن كل هذا سيقع بمكةالمكرمة بعد ألوف السنين، وأعني زيادة أعداد المسلمين وحجهم بهذه الأعداد الهائلة. فأرجو وأتمنى من الجميع أن نعمل على احترام قداسة وهيبة ووقار مكةالمكرمة. والله الهادي إلى سواء السبيل!. والله يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض، وأثناء العرض.