مقال هل تُصبح قمة الكويت القادمة نقطة تحول تجاه السوق العربية المشتركة؟! أ. د. بكر بن عمر العمري تأتي قمة الكويت الاقتصادية والعالم في أسوأ ظروفه، ويجابه مشكلات مصيرية شهدت بالمزيد من الضعف والتفكك وغياب العزم، وفقدان الارادة السياسية نتيجة للأزمة المالية العالمية التي فرضت نفسها علي العالم ومن ضمنها الدول العربية. لذلك ستلعب دبلوماسية القمة دوراً أساسياً في مناقشات قمة الكويت الاقتصادية العربية والتي تعقد يومي 19 و20 يناير (2009) لمواجهة تحديات الأزمة المالية العالمية والتي ستكون أو تحل ضيفاً ثقيلاً على أجندة مناقشات القمة. وفي ضوء ذلك فإن اللجنة التحضيرية للقمة أعدت مشاريع قرارات هذه القمة العربية الاقتصادية في مواجهة الأزمة المالية العالمية وتداعياتها، ومن هذه القرارات المحتملة التي سيوافق عليها القادة تتناول مواضيع هامة جداً مثل الربط الكهربائي والربط البري بالسكك الحديدية والأمن الغذائي، والاتحاد الجمركي والأمن المائي، والحد من البطالة والفقر، وكيفية متابعة تنفيذ الأهداف التنموية للألفية، وتطوير التعليم، والرعاية الصحية. ومن هذه الزاوية فإن انعقاد قمة الكويت الاقتصادية الاولى من نوعها تتعلق بها الآمال والطموحات للشعوب العربية.. والتي يأمل الجميع أن تكون مرحلة مهمة على طريق التعاون العربي.. ومن أهم مجالاته تحقيق التنمية الاقتصادية العربية من خلال تنشيط وتفعيل الامكانات والقدرات الهائلة في هذا المجال والتي يأمل الجميع ان تقود الى اقامة السوق العربية المشتركة لأن فيها حماية للمصالح المشتركة لان فيها حماية للمصالح المشتركة في مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية والركود الاقتصادي المحتمل. أريد أن أقول بوضوح إن الأهمية الخاصة بهذه القمة الاقتصادية العربية الاولى انها ستنعقد عقب الأزمة العالمية التي طالت الاقتصاد النقدي والعيني لمعظم دول العالم.. بل ادت الى أزمة اقتصادية بمفهومها الشامل، وهو ما يعيد الى الأذهان شبح الكساد الكبير الذي عرفه العالم في أوائل عقد الثلاثينات من القرن الماضي. إن علينا أن نعترف بأن تصدع النظام الرأسمالي العالمي قد أصاب دولاً كبرى في مقتل مما يجعلنا نتطلع الى أن تخصص القمة في اجندتها ساحة أكبر في مداولاتها ومناقشاتها للسوق العربية المشتركة التي انطلقت في عام 1964م ولا تزال محفوظة في ادراج الجامعة العربية. ومعنى ذلك اننا بحاجة الى عمل حقيقي يؤدي الى قفزات كبرى في اتجاه الوحدة الاقتصادية العربية الى اخراج ملف السوق العربية المشتركة الى الوجود التي تأخرت كثيراً فيما نجح الأوربيون في قيام السوق الاوروبية المشتركة، لان أوروبا لم تهمل الاقتصاد كما فعل العرب. وأظن أن تحديات الأزمة المالية العالمية وتداعياتها المتتالية في ركود اقتصادي عالمي ستجعل قمة الكويت الاقتصادية قادرة على تدشين مرحلة عربية جديدة تتسم بالموضوعية والواقعية تقودنا الى مسار قيام السوق العربية المشتركة تضعنا على مصاف التكتلات الاقتصادية العالمية .