إن مما يبعث الطمأنينة في النفوس ويرسخ في الأفئدة اليقين هو وجوب إدراكنا نحن معشر المسلمين لحقيقة أزلية وهي أن الله أسبغ علينا نعما لا تعد ولا تحصى اذ ارتضى لنا دين الإسلام وجعل لنا فيه دستوراً ومنهجاً كما وهدانا إلى ادراك كينونته عز وجل بالتأمل والتفكر واليقين كما هدانا إلى إدراك أفضلية هذا الدين بالتصديق والاعتقاد بما جاء به الرسول المرسل من رب العالمين للناس كافة بهذا الدين منذ أن ظهر تحت سماء هذه البلاد وطفقت الخلائق تدخل فيه أفواجاً لم تنفك تهفو أفئدتهم إلى رؤية مهبط هذا الدين حرصاً على إتمام الركن الخامس من أركانه وهو حج بيت الله بجانب ما تلح به النفوس من رغبة التمتع برؤية المقدسات في هذه البلاد وحب التلذذ بالأجواء الروحانية التي تسود رحاب بيت الله العتيق مما يجعل أفئدة هذه الخلائق تهفو لهذه الديار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..اللهم صلِّ وسلم على من أرسلته للناس كافة بشيراً ونذيراً وأشهد الله أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يحيد عنها إلا هالك.. واللهم تفضل بأن تنزل شآبيب رحمتك على عبدك المؤمن (عبدالعزيز) ذاك الوالي المسلم فهو الذي أرسى دعائم هذا الوطن وأشاع فيه الأمن والأمان وأعان إخوانه المسلمين على البر والتقوى للفوز بمرضاة الله إذ مكنهم من إتمام ركن من أركان دينهم وهو (حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا) في حين أنه كان منذ حقبة من الزمن يتعذر على قاصدي الحج بلوغ هذه الديار إلا بشق الأنفس فقد كانت قوافل الحجاج تتعرض لأشد المشقة ويعانون كل أنواع المعاناة لذلك ظل ذلك الملك الصالح يعمل على بناء كيان لهذا الوطن حتى جاء من بعده أبناؤه الأباة الميامين وظلوا يقتدون بسياسته ويسيرون على نهجه إبان توليهم مقاليد حكم الوطن ملكا إثر ملك وعهداً بعد عهد حتى أشرقت شمس عهد تربع فيه ملك على عرش القلوب إنه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز موئل الانسانية أعزه الله ، وشد عضده بأخيه ولي عهده سيدي سمو الأمير المحبوب سلطان بن عبدالعزيز سلطان الألباب والقلوب فهما لا ينفكان ينصب اهتمامهما على العناية بالمقدسات وهذا ما يظل يجسده الواقع من انجازات تظل خير شاهد على اهتمام المقام السامي بهذه الانجازات بجانب ما تشهده بلادنا من الرقي في هذا العهد الزاهر لذلك لا تدخر الدولة وسعاً من أجل توفير سبل الراحة للقادمين لهذه البلاد المقدسة لأداء شعيرة العمرة أو الحج إذ تسخر كل الامكانيات لتسهيل هذه الرحلة الايمانية وتمكين المسلمين من أداء نسكهم في يسر وسهولة وأدل على ذلك ما يظهر فوق جدار الواقع من استعدادات جبارة فاقت الوصف وهزمت المستحيل إذ ما وأن تظهر طلائع الحجاج تتوافد إلى هذه البلاد ترى الدولة وقد جندت كل طاقاتها وسخرت جميع امكانياتها حيث ترى كافة الأجهزة والمرافق الحكومية وقد تم استنفارها لتتحول إلى ورش عمل متعددة الاختصاصات والمواقع وفي عداد ذلك يقف هناك مرفق ينفرد بمهام متعددة لخدمة حجاج بيت الله هو مقام وزارة الحج التي يضطلع بمسؤولياتها ابن بار من أبناء الوطن هو معالي الوزير الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي هذا الوزير المخلص الذي يظل هاجسه تلمس حسن وفادة ضيوف الرحمن والوقوف على أحوالهم بجانب ما يقوم به من أدوار رجال مخلصون بهذه الوزارة فهم لا يفتأون عن الاشراف على أداء جهات خدمية تعنى بخدمة جميع الحجاج القادمين من أنحاء المعمورة وهي مؤسسات أرباب الطوائف التي يساندها في أدائها كل من مكتب (الوكلاء الموحد) ويعتبر محطة الوصول الأولى إذ يتولى هذا المكتب مهمة استقبال الحجاج ويقوم بإنجاز إجراءات القدوم والمغادرة كما ويقوم بتوجيه الراغبين في التوجه إلى مكة والمدينة حيث يجدون هناك من يقوم باستقبالهم وهو (مكتب الأدلاء) الذي يعنى بخدمتهم منذ قدومهم للمدينة النبوية وحتى يتم ترحيلهم إلى العاصمة المقدسة ليجدوا من يقوم باستقبالهم في مكة كل من مؤسسات الطوافة ومكتب الزمازمة الذي يقوم بسقياهم منذ قدومهم وإبان إقامتهم لدى مكاتب الخدمات الميدانية التي ينطلق أداؤها من خلال 6 مؤسسات تتولى كل مؤسسة خدمات الطائفة الموكل إليها خدماتها ، لذلك مواطنو كافة الدول العربية من المسلمين موكول خدماتهم الى (مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية) اما مواطنو جمهورية ايران فخدماتهم تقوم بها (مؤسسة مطوفي حجاج ايران) اما الاقليات المسلمة في أوروبا وامريكا واستراليا فهؤلاء تتولى خدماتهم (مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وامريكا واستراليا) كما وان مواطني جزر جاوه والأقليات المسلمة في جنوب شرق قارة آسيا تقوم بخدماتهم (مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا) اما سكان القرن الافريقي والاقليات المسلمة في الدول الافريقية غير العربية فهؤلاء تقوم بخدماتهم (مؤسسة مطوفي حجاج الدول الافريقية غير العربية) بيد ان هناك المؤسسة السادسة وهي قد امتازت بالاداء الراقي هي (مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا) وهذه المؤسسة تعنى بخدمة حجاج باكستان وافغانستان وبنغلاديش والاقليات المسلمة في الهند وسيرلانكا وفيجي وبهوتان كما وتقوم بخدمات مواطني دول الخليج وكافة المقيمين فيها اذ يبلغ تعداد ما تقوم بخدماتهم زهاء نصف مليون حاج اذ تعتمد لخدماتهم ما ينوف عن ثمانين مكتب خدمات ميدانية السواد الأعظم من رؤسائها تحصلوا على جوائز استحقاق وشهادات تقدير الدولة بجانب شهادات الجودة النوعية (الايزو) مما جعل هذا النجاح والتألق له بالغ الاثر في ان يجعل من هذه المؤسسة محط انظار الحجاج القادمين من أصقاع الارض هذا الى أن الكثير من المأمول فيهم من ذوي الحجى رأوا من العدل ان يثمنوا هذا الرقي وخاصة الذين لمسوه عن كثب فهم يرون ان هذه المؤسسة هي اشبه (بأيقونة تتوهج بين الدرر) لهذا فلئن كان هذا رأي المنصفين فهو لا ريب يعتبر فخرا لهذه الطائفة وابنائها.. كما وانه حين يذكر الفضل لابد وان يرجع الفضل لأهله لأن هذا النجاح والتألق ما كان ليأتي من فراغ بل هو ثمار جهود السنين التي يبذلها ابناء هذه الطائفة وعلى رأسهم ابنها البار سعادة الاستاذ (عدنان امين كاتب).. هذا الرجل الذي يعتبر مهندس المهنة وربان هذه الطائفة فهو منذ وقت مبكر يعكف على اعداد استراتيجيات اعمال كل موسم بجانب ما يقوم به نائبه سعادة الدكتور (رشاد هاشم حسين) هذا الرجل الذي لا يفتأ ان يرسم لهذه المؤسسة معالم الطريق.. فضلا عن الجهود التي يبذلها اعضاء مجلس ادارة المؤسسة ورؤساء مكاتب الخدمات الميدانية من أبناء الطائفة الذين دأبوا على العمل بروح الفريق الواحد رائدهم الاخلاص لله ثم الولاء للمليك والوطن وعشقهم الازلي للمهنة واضعين نصب أعينهم بلوغ غاية سامية وهي ترجمة تطلعات سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وحكومتنا الرشيدة لما يهدف اليه الجميع من تحقيق الازدهار والاستقرار اللذين ينعم بهما الوطن في ظل امن توطدت دعائمه بسواعد المخلصين من رجال الامن وعلى رأسهم رجل الأمن الاول سمو سيدي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية فهو العين الساهرة على أمن هذا الوطن الذي يتفيأ في ظلاله المواطن والمقيم والوافد لهذه البلاد التي قيض الله لها هذا المسئول الفذ والامير العبقري سمو سيدي الامير خالد الفيصل الذي لم يزل يسخى بكل طاقاته ولم يبخل قط بفكره الخلاق إذ إنّ سموه يبذل اقصي جهوده ليؤكد أحقية هذه البلاد بالامن والامان والرقي والازدهار