افترقنا منذ عشر سنوات.. كل واحد منها ذهب للبحث عن لقمة العيش.. وذلك بعد أن كنا نعيش معاً في قرية واحدة.. لم نعد نرى أو نسمع عن بعض.. ولكن في صبيحة اليوم العاشر، يوم عيد الأضحى المبارك التقينا بعضنا البعض بعد أن كنا نبحث عن بعضنا، ولكن أين فأرض الله واسعة. وبينما كانت (الندوة) تتجول في مشعر منى إذا بالحاج: عاطف عبدالعزيز (40) عاماً يقول: تعال يا أخي فقد جمعني الله عز وجل بصديقي محمد صالح (22) عاماً بعد عشر سنوات كدت فيها كالضائع، فقد بحثت عنه طيلة الأعوام السابقة ولكن – رحمة الله – فوق كل شيء.. وأضاف لقد كان هناك خلاف بيني وبينه طيلة هذه المدة بسبب تافه لا يذكر ولكن الشيطان لعب لعبته وفرق بيننا ورجعت المياه إلى مجاريها.. فشكراً لك يا رب على ذلك.. أما محمد صالح فقال ها هو صديقي يعود إلىّ من جديد حيث افترقنا وكل واحد ذهب في سبيل حاله بحثاً عن لقمة العيش. وأضاف عاطف إنه صديق حميم ومن الصعب أن أخسره، فهو نعم الأخ والصديق الوفي.. لعنة الله على الشيطان، وأحمدك يا رب فما أكرمك في هذا اللقاء الأخوي، وهنا انهارت الدموع على الخدود فرحة وبهجة. إنهاء الخصومة أما الحاج محمد عثمان (38) عاماً من نيجيريا فيقول لقد حدثت خصومة بيني وبين ابن عمي (محمد تيجاني) (55) عاماً منذ 3 سنوات، وأصبح كل واحد منا يسير في حياته الخاصة، وبقينا مبتعدين كل هذه الفترة لا نكلم بعض ولا نجلس معاً.. ولكن وفي يوم العيد السعيد اقتربت منه وطلبت منه السماح والعفو على ما بدر مني بحكم أنه أكبر مني سناً، ووجدته يقوم باحتضاني والسلام عليّ مبادراً بنفس المشاعر الصادقة، وها هي صحيفة ال(الندوة) تنقل بالصورة والكلمة صدق المشاعر ومحو الخصومات.. فما أجمله من يوم وما أحلاها من لحظات رائعة مفعمة بالمحبة الصادقة.. وشكراً لك يا أرحم الراحمين.