الحمد لله أولاً على فضله ونعمته ومنِّه وكرمه وتوفيقه أن يسر حج هذا التجمع الكبير من المسلمين والذي فاق في أعداده كل المواسم السابقة ثم الشكر والتقدير والعرفان لحكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولرجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية ولكافة الوزارات والقطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية والأفراد ولكافة الشعب السعودي الكريم على ما قدموه ويقدمونه من جهود مادية ومعنوية وفنية وتسهيلات وخدمات لكافة حجاج بيت الله الحرام، وهو عمل نتشرف به جميعاً بكل فخر ومحبة وبلا منّة ولا معروف ونسأل الله العلي القدير أن يؤجر بلادنا الغالية وحكومتنا عليه بالأمن والأمان والخير والسلام ولكل الشعوب العربية والاسلامية وكل عام وجميع امتنا الاسلامية بخير وهناء. وان ما تحقق هذا العام من نجاح وتفويج حجاج بيت الله الحرام دون اختناقات أو أزمات أو حوادث يعد مفخرة لنا ولكافة المسلمين في شتى أنحاء الكرة الأرضية.. والكل تابع عبر الشاشة الفضية كيف كان الحج؟ وكيف كانت الانسيابية؟ وكيف كان حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات براحة ويسر وسهولة؟ وكيف كان الأطفال والنساء يؤدون نسكهم ويرمون الجمرات في راحة تامة بعد أن كانوا في السابق يوكلون من يرمي بالنيابة عنهم، وقد كان لرجال امننا البواسل جهوداً تذكر فتشكر وأسأله جل وعلا أن لا يحرمهم الأجر والمثوبة لما بذلوه من سهر لراحة ضيوف بيت الله الحرام. ان حكومتنا الرشيدة (أعزها الله) نفذت الكثير من المشاريع العملاقة من الانفاق والطرق والمشاريع المختلفة في جميع المجالات التي تخدم حجاج بيت الله الحرام ووجدت من أجل راحتهم والحفاظ على أمنهم وأموالهم وأنفسهم، فكل هذه الجهود المباركة ينبغي علينا جميعاً أن نذكرها ونشكرها وان نحرص على التعاون مع الجهات المختصة. أسأل الله العلي القدير أن يعيد حجاج بيت الله الى بلادهم وأسرهم وأهليهم سالمين غانمين مغفور لهم ذنبهم ومقبول حجهم. حوار مع أحد الحجاج: | التقيت به وهو يهمَّ بدخول المسجد الحرام فقال لي: حفظ الله حكومتكم وأجزل لها المثوبة.. فكم أنا سعيد بتواجدي على ثرى مكةالمكرمة الطاهر، وبالرغم من هذه الحشود من حجاج بيت الله الحرام الا أن الرعاية الكريمة شملتهم جميعاً فهنيئاً لكم.. واردف قائلاً: ما شاء الله كل شيء متوفر ولله الحمد وفي المقابل نجد الشاحنات وفاعلي الخير يقدمون لحجاج بيت الله الحرام المأكل والمشرب الساخن والدافىء والبارد مجاناً لوجه الله عز وجل بل ويتسابقون على ذلك وفي مقدمتهم حكومتكم الرشيدة وفقها الله. وهنا قاطعته قائلاً: يا أخي الكريم ان ما تنفقه حكومتنا حفظها الله لا تبتغي من ورائه شيئاً من أي مخلوق على وجه الأرض بل تريد الأجر والمثوبة من الواحد الدّيان. إن حكومتنا أعزها الله ما ان ينتهي موسم الحج حتى تبدأ في تنفيذ المشاريع لموسم الحج القادم وأكبر دليل على ذلك توسعة الحرمين الشريفين وجسر الجمرات في مشعر منى وهذا مثال واحد فقط من مئات الأمثلة الحيّة. تصوّر يا أخي عندما تقوم دولة باستضافة كأس العالم مثلاً كم من السنوات وكم من الوقت يستغرق لاقامة المنشآت الرياضية لعدد لا يتجاوز ال (100) أو ال (200) ألف شخص تقريباً.. فما بالك ببلادنا الغالية والتي تستقبل أكثر من مليوني نسمة في أيام معدودات فقط. ومع ذلك تجد الجميع لا يشعرون بالغربة، ولا يشعرون بالخوف، ولا يشعرون ما يعكر صفوهم.. إنها إرادة الله عز وجل لهذه البلاد الطاهرة التي تبذل الغالي والنفيس من أجل راحة ضيوف بيت الله العتيق. وهنا ارتفع صوت الحق تبارك وتعالى ايذاناً لصلاة المغرب فودعته ويعلم الله والدموع تذرف من عينيه وهو يقول صدق الله العظيم القائل: (لئن شكرتم لأزيدنكم) فشكراً لك ياربي على ما أنعمت به علينا من أمن وأمان وولاة أمر يطبقون شرعه كما أراد. همسة : أحبائي : بالشكر تدوم النعم .