ما يحدث في منافذ الحجيج وفي مكةالمكرمة والمدينة المنورة طيلة أيام الحج من مشاهد ومناظر بديعة يستحق التوقف والتأمل.. فروح العاملين عالية جداً والسعادة تغمرهم عند أداء المهمات الموكولة إليهم وكأنهم يستشعرون المسئولية وهم يخدمون ضيوف الرحمن فرجال الأمن في مواقعهم يواصلون الليل بالنهار بلا كلل أو ملل بكل فخر وارتياح. والمستشفيات الدوام فيها متواصل ولا تجد من يتذمر او يشتكي من طول ساعات العمل!. المطوفون ينطلقون بديناميكية عجيبة وبارتياح بالغ وهم يسهرون على خدمة الحجيج في تنافس بديع كل يحرص على تقديم ارقى ما عنده من خدمات والعمل على راحتهم.. والعجيب أنهم يعملون باستمتاع عجيب بالرغم من التعب والمشقة. الكشافة ينطلقون في كافة المواقع لخدمة الضيوف شركات الطيران النقل البري والبحري الكل يعمل عملاً متواصلاً.. وبدون تهاون.. والحقيقة أن المرء حينما يشاهد هذه المواقف يشكر الله عز وجل على أن منحنا هذا الشرف الذي خصنا به من بين شعوب الارض وهي فرصة لارضاء الرحمن عز وجل فهؤلاء ضيوفه جاءوا ملبين دعوته من كل حدب وصوب.. ولاشك أن العمل على راحة ضيوفه فيه ارضاء للرب. فيبدو لنا أن الوازع الديني صنع هذا الاعجاز العملي الذي قل أن تشاهده في أي مكان آخر في هذه الدنيا.. فهنيئاً لمن منح هذا الشرف.. هنيئاً لهم الأجر والثواب وهنيئاً لهم خدمة الوطن.. وهنيئاً لنا نحن بهم وبجدارتهم وبأخلاقهم فلا شك أنهم واجهة مشرفة من حقنا أن نفخر بهم ومن حق وطنهم أن يفخر بهم وكل عام والجميع بخير. آخر السطور: يقول ابن هاني الأندلسي: ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا وبالهمة العلياء يرقى إلى العلى فمن كان أرقى همة كان أظهرا