يعج جبل النور بالمئات من الحجاج الذين يتقاطرون على هذا المكان صباح مساء في شكل جماعات ، حيث تنشط حركة الحافلات وتسير رحلات منتظمة لهذا الموقع الأثري الإسلامي حيث ارتكب بعض الزوار هداهم الله مخالفات عقدية لا تمت إلى الدين بصلة. فيما تبارى آخرون في عرض ما لديهم من مواد غذائية وملبوسات وخردوات على الحجاج وحولوا المكان إلى ما يشبه السوق الموسمي حيث يتم اصطياد الزبائن في هذا الوقت الثمين وتفريغ ما في جيوبهم بدغدغة مشاعرهم ، مستغلين تواجد الحجاج هذه الأيام في الأراضي الطاهرة. (الندوة) رصدت مظاهر هذه المخالفات في أعلى قمة جبل النور حيث شاهدنا مجموعة من المتسولين من ذوي العاهات الذين يحاولون استدرار عطف الحجاج بجمع أكبر قدر ممكن من الريالات ضاربين بالتعليمات عرض الحائط ، فيما تقدم فئة أخرى مأكولات للزوار ويلاحظ أن هذه الوجبات قد أعدت بطريقة عشوائية ومتسرعة تفتقر لابسط المعايير الصحية مما يشكل خطراً على صحة الحجاج واصابة البعض بالتسمم ، أما باعة المشروبات الغازية فحدث عنهم ولا حرج ، فالمياه غير باردة وتلفحها الشمس الحارقة ، وغير بعيد من هؤلاء يبسط آخرون مجموعة من الخردوات والمحافظ وألعاب الأطفال ومناديل الورق ، وقلامات الاظافر وحافظات المفاتيح ، إلى جانب السبح والمساويك والمقصات. وفي ركن آخر تجد مصوراً يلح عليك بأخذ لقطة فورية تذكارية من على هذا الموقع التاريخي الاثري الإسلامي ، وغير بعيد عن هذا يلفت نظرك وجود جمال وضعت عليها زينة وزركشات لجلب الانظار اليها بهدف أخذ صور تذكارية والغريب العجيب في الأمر هو كيف وصلت هذه الجمال إلى قمة هذا الجبل وعلى هذا النحو من الارتفاع. ويمارس بعض هواة الكتابة تشويه جدران الغار بالكتابة على الصخور كل حسب لغته التي يتقنها بيد أن اللغة العربية هي التي تسود المشهد. ويرى هؤلاء ان نقش اسمائهم على هذه الصخور يجلب لهم السعادة في الدنيا والآخرة وهذا اعتقاد خاطئ وفاسد ينبغي على الجهات ذات الاختصاص تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة. بيد أن المفاجئة التي لم تكن نتوقعها هي وجود قرود على سفح هذا الجبل الاثري ، ومما يلفت النظر ثمة زوار يصلون وآخرون يرفعون أكف الضراعة إلى الله ، فيما انخرط بعض الزوار في البكاء والنشيج واطلاق اصوات العبرات.