العلاقات السعودية البريطانية تتسم دائما بالقوة والتميز على كافة الصعد السياسية والاقتصادية وهي علاقة زادتها الزيارات المتبادلة بين المسؤولين قوة على قوة ، ففي العام الماضي كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين لبريطانيا وما صحبها من فعاليات شهدت بعمق التعاون بين البلدين، كما أن الزيارة التي قام بها مؤخراً رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون للمملكة دفعت هذه العلاقات إلى افاق أرحب من التعاون من خلال ما شهد به براون من نظام اقتصادي قوي للمملكة حيث تحدث عن فرص واعدة للمستثمرين البريطانيين في المملكة كما دعا المستثمرين السعوديين إلى الاستثمار في بريطانيا ، وبالأمس جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية لتصب في اتجاه تعزيز وتعميق علاقات التعاون بين البلدين الصديقين، فعلى الصعيد السياسي شهدت العلاقات الثنائية نمواً مضطرداً حيث تحسن التناول الإعلامي للمملكة ومواقفها في الصحف البريطانية ، وكان وراء ذلك بالطبع جهود دبلوماسية ضخمة واجهت حملات عاتية للإساءة للمملكة ولتاريخها ولمواقفها السياسية الناصعة، ولكن حتى الحملات الاعلامية المعادية عندما كانت في أوجها لم تؤثر على الموقف البريطاني الرسمي الذي كان على علم بالمملكة ومكانتها ودورها. وبما أن نهج المملكة هو التعاون مع كل الدول فإن بريطانيا من الدول ذات الأهمية التي تحرص المملكة على اقامة علاقات راسخة معها، فبريطانيا من الدول المؤثرة داخل منظومة المجتمع الدولي وهناك قضايا اقليمية ودولية مهمة تتطلب الموقف العادل من دول العالم ومن منطلق اهتمام المملكة بقضايا المنطقة وضرورة ايجاد سلام عادل وشامل في المنطقة فإن العلاقات الوثيقة مع بريطانيا لها دورها في تحريك هذا الملف خاصة وأن بريطانيا تمتلك رؤية وموقفاً معتدلين للتعامل مع قضية السلام في المنطقة والتحرك الأخير الذي قام به وزير الخارجية البريطاني يصب في هذا الاتجاه، ومن شأن العلاقات الثنائية السعودية البريطانية المتميزة أن تعمل على ايجاد حل شامل وعادل لهذا الصراع الذي أصبح يزداد تعقيداً على مر الأيام خاصة وأنه الآن على الساحة مبادرة عربية للسلام تتطلب التفاعل الدولي معها لتنقل المنطقة والعالم إلى ما هم في حاجة إليه من السلام والأمن والاستقرار.