أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده مستعدة لبحث البرامج الحالية للدفاع الصاروخي مع الولاياتالمتحدة، ملمحا إلى تخفيف حدة الموقف الروسي حيال الدرع الصاروخية الأميركية المزمع نشره في أوروبا الشرقية. وقال ميدفيديف لمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن إن روسيا لن تقدم على أي إجراء قبل اتخاذ الولاياتالمتحدة الخطوة الأولى، مشيرا إلى وجود فرصة لحل المشكلة سواء من خلال الاتفاق على نظام عالمي مضاد للصواريخ أو كحد أدنى إيجاد حل للبرامج الحالية التي ستلائم الاتحاد الروسي. ولفت إلى أن الإشارة الأولى التي تلقتها روسيا من الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب باراك أوباما تظهر أنها تدرس بجدية خيارات هذا البرنامج بدلا من التخطيط للموافقة عليه تلقائيا. وأعرب عن أمله بأن تقود إدارة أوباما الطريق إلى تحسن في العلاقات الأميركية الروسية، مؤكدا أن بلاده تعلق آمالها على هذه الإدارة لاستعادة الثقة المتبادلة التي تحتاج لها هذه العلاقات.في السياق اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه يتعين على الدول أن تكون حرة في اختيار التسلح بالدرع الصاروخي الأميركي من عدمه، مشيرا إلى أنه تحدث بهذا الموضوع مع نظيره الروسي، ولكنه لم يبحثه بعد مع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش. وقال ساركوزي للصحافيين على هامش حضور قمة مجموعة العشرين في واشنطن إن نشر هذا الدرع ربما يكون الخيار الأخير في مواجهة تهديدات الصواريخ القادمة من الخارج، وعلى سبيل المثال من إيران. وكان ساركوزي دعا الجمعة الولاياتالمتحدة إلى التوقف عن نشر درعها الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك، كما دعا روسيا لعدم نصب صواريخها في كالينينغراد حتى العام 2009 على أقل تقدير. وردت وارسو وبراغ ببرود على هذه الدعوة. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك للصحفيين إنه لا يرى وجود أي حق لدول أخرى مثل فرنسا التدخل في هذه المسألة لأنها تخص بلاده والولاياتالمتحدة وقبل كل ذلك هي مشروع أميركي. كما عبرت براغ عن موقف مماثل.