الاعتذار فن وقليل من يتصف بهذه الصفة الحميدة وقليل هم من يحملون هذا الفن في كل موقف يحصل لهم , نعتذر عن خطأ حصل منا عمداً أو من غير قصد , إن الاعتذار لا يقلل من منزلة المعتذر بل يزيده رفعة ومنزلة في قلب من أخطأ في حقه , أنا لا أدعو إلى أن نخطئ على غيرنا ومن ثم نعتذر لا الذي أعنيه أنه لو حصل منا خطأ هل نترك هذا الموقف هكذا أم نصلح ما قد انكسر ..؟ لا بد أن يعتذر الشخص إن حصل سوء فهم أو خطأ , وهناك بعض الناس تأخذه الأنفة والكبر والتمادي في الخطأ وكأنه هو المصيب والناس أجمع مخطئون وقد لا يصلح ما قد أفسده ربما عمداً أو خطأً أو تساهلاً وتهاوناً وأحياناً كثيرة تكون اللامبالاة لها النصيب الأكبر فمثلاً تلك الأخطاء الطبية وكذلك كفاءة الطبيب المعالج والذي مهد لهم وسهل عليهم ذلك التهاون هو عدم وجود الرقابة على مثل تلك المستشفيات والمستوصفات سواءً حكومية كانت أو أهلية (خاصة) وبكل أسف ينفطر القلب وينعصر كمداً عندما نرى مثل تلك الأخطاء ترتكب وتحدث من قبل أناس أقسموا بأيمان مغلظة أن يخلصوا في عملهم الطبي وأن يخدموا دينهم وأخوانهم المرضى في مجال الصحة والطب , ثم نجد من حاله بعيد كل البعد عن المهنة الانسانية قريباً جداً للناحية المادية , وكثير هم أمثال المرضى المشوهون جراء أخطاء طبية فادحة وكذلك كثير هم الذين أصيبوا بعاهات وإعاقات مستديمة كان سببها إهمال طبيب . ولكن ... النفس البشرية لها كرامتها ( ولقد كرمنا بني آدم ) والذي يحافظ عليها ولا يمكن لأي شخص كان أن يعتدي عليها لأنها كرامة مسلم وفي وطنه فكيف ترضى بعد أن وثق فيك هذا المواطن كيف لك أيها الطبيب أن تهين وتضع من كرامة ذلك المريض بتهاونك وقلة اهتمامك واللامبالاة , هذا غير المشاعر الانسانية مشاعر أهل ذلك المريض أو المصاب كيف تكون نفسيتهم عندما يرونه يذهب إلى المستشفى بقدميه سليماً معافى إلا من أجل الذي ذهب من أجله وبعد ذلك يتفاجأون بأنه زيد من مرضه , مأساة ومآسٍ كثرت عندما غابت الرقابة وأمنت العقوبة , ثم يأتون للتعويض المادي للمصاب !! وفي اعتقادهم أن التعويض المادي كفيل بأن ينهي مأساة عائلة بأكبرها ليست منتهية عند شخص أصيب فحسب بل مأساة لكل فرد من عائلته وأهله وأقاربه وأصحابه وأحبابه . حقيقة الوضع لا يسكت عليه وكما تشكر المستشفيات والأطباء الناحجين في الصحف وأن يذاع خبر هذا النجاح لماذا لا يعتذرون عن خطأ وأخطاء ارتكبوها . أتمنى من وزارة الصحة متمثلة في معالي وزيرها أن يعمموا عقوبة الاعتذار من قبل المستشفيات والمستوصفات والأطباء حفاظاً على كرامة المريض كما يريدون هم نشر محاسنهم في الصحف وعلى الملأ , فعلى هذا فلا بد عليهم أن يقوموا بالاعتذار الذي يحمي المواطن ويحفظ له كرامته وبعض حقه الذي انتهك في خطأ طبي في الصحف أيضاً وأتمنى من المسئولين النظر في هذه العقوبة وجعلها عقوبة تابعة وهي الاعتذار عن الخطأ الطبي في الصحف وفي مكان بارز . والله من وراء القصد ,,,