رحب عدد من علماء الأزهر باجتماع حوار أتباع الأديان والثقافات الذي سيعقد بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك اليوم تلبية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود التي دعا إليها في ختام المؤتمر العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي عقد في مدريد يوليو الماضي. وأكد مفتي جمهورية مصر العربية الأسبق الدكتور نصر فريد واصل أهمية الاجتماع المقرر عقده في نيويورك كونه يأتي في ظل ظروف خاصة يمر بها العالم حاليا تتطلب تكاتف الجميع وتوافقهم. وأعرب الدكتور واصل عن تقديره لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الداعية للحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات والجهد الذي يبذله حفظه الله في رعاية مؤتمرات الحوار المتعاقبة بهدف تأصيل مفهوم الحوار والتقريب بين أتباع الأديان والحضارات المعتبرة. وأوضح أن مثل هذه الحوارات وسيلة فعالة لدفع الشبهات التي تساق عن الإسلام والمسلمين وإزالة الخلاف وعوامل الفرقة وتحقيق العدالة بين الناس جميعا ورفع الظلم عن المظلومين وهو ما يقود إلى تحقيق السلام في كل الدول وتحسين العلاقات فيما بينها. من جانبه رحب وكيل الأزهر رئيس لجنة الحوار بين أتباع الأديان الدكتور عبدالفتاح علام بعقد هذا الاجتماع العالمي في إطار المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين مشدداً على دور الحوار في الوصول إلى نقاط الاتفاق بين الأفراد والجماعات والابتعاد عن الاختلاف والتنافر الذي يؤدي إلى التصارع والتصادم . وقال (إن المسلمين هم أول من يؤمن ويقر بثقافة الحوار مع الآخر وتواصل الحضارات وليس صراعها خاصة وأن هناك أشياء كثيرة بين أصحاب الديانات من الممكن الاتفاق عليها). من جهته دعا وكيل الأزهر السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمود عاشور إلى تكريس الجهد لتفعيل مثل هذه المؤتمرات مطالبا الجميع بضرورة الوقوف وراء مبدأ الحوار والاتفاق ونبذ الخلاف. وأعرب عن أمله أن يكلل المؤتمر بالنجاح والخروج بنتائج يساندها الجميع . فيما أكد المشرف العام على مدن البعوث الإسلامية بمشيخة الأزهر الدكتور فرحات المنجي أهمية عقد هذا الاجتماع في مثل هذه الظروف وأهمية الدعوة إلى الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة .. معربا عن تطلعه بصدور قرارات وتوصيات عن الاجتماع تمثل تواصلا مع ما خلصت إليه المؤتمرات السابقة التي دعا إليها ورعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال المنجي إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعوته لعقد مثل هذا الاجتماع بالأمم المتحدة ليست غريبة على أناس خلعوا ألقابهم وجعلوا أنفسهم خادمين لبيوت الله والمسلمين داعيا شعوب العالم إلى الاتفاق ولم الشمل والبعد عن بؤر الخلاف والنزاع التي تقسم البشر وتشتت مساعيهم. احترام وتقدير ومن جهته أفاد أستاذ جامعة الأزهر الدكتور إبراهيم نجم أن الحوار ليس رفاهية فكرية إنما هو موضوع على جانب كبير من الأهمية خاصة في ظل ما يشهده العالم من صراعات تهدد مستقبل البشرية. وأكد أن المملكة العربية السعودية تكتسب يوما بعد يوم احترام وتقدير العلماء من كل الدول الإسلامية لسعيها المخلص والدؤوب بالدعوة إلى عقد مثل هذه المؤتمرات ومبادراتها الداعية للحوار بين أتباع الأديان والحضارات.