سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار تضع أسس السلام في العالم المشاركون في أعمال المنتدى الرابع لمجموعة الرؤية الاستراتيجية
ابن حميد: المبادرة تتسم بسعة الأفق والشمولية لجميع الأديان
بن معمر: المملكة تتعامل بواقعية واعتدال وسياسة تلتزم الوسطية
استؤنفت صباح أمس في قصر المؤتمرات بجدة أعمال جلسات المنتدى الرابع لمجموعة الرؤية الاستراتيجية حيث عقدت الجلسة الاولى برئاسة وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ تحت عنوان (مبادرة الملك عبدالله للحوار بين أتباع الاديان والثقافات) تحدث فيها رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد والامين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالعزيز بن معمر فيما تحدث من الجانب الروسي نائب مفوض الرئيس الروسي لمنطقة الفولغا فيليدمير زورين ورئيس ادارة العلاقات الدولية في البرلمان الروسي والسفير السابق لروسيا الاتحاد في السعودية الدكتور اندريه باكلانوف . واوضح الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين اتباع الاديان والثقافات تعد نقطة مهمة في عصرنا الحاضر وهي تدعو الى ان يكون الجميع مشاركين ايجابيا في صنع العلاقات الدولية مشيرا الى ان المبادرة وزيارة خادم الحرمين الشريفين للبابا في مقره تؤكد النظرة المستقبلية للملك عبدالله لوضع اسس لعالم يحدوه السلام ويتحاب فيه الناس ويصنع فيه الانسان سعادته ولا يهدمها . وقال (نريد ان يكون هناك تعارف بين الانسان والانسان اذ ان الصدامات اكثرها بسبب عدم التعارف واعتقد ان الكلمة هي الطريق الوحيد للتعارف). تعايش سلمي من جانبه اوضح رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن حميد ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين جاءت ادراكا منه حفظه الله لخطورة المرحلة التي يمر بها العالم واستشرافا لمستقبل افضل يظفر فيه العالم بعلاقات انسانية عمادها الحوار والتعايش السلمي . وقال (ان المبادرة تتسم بسعة الافق والشمولية واستيعابها لجميع الاديان والثقافات السائدة في العالم كما انها تقر بالخصوصية الدينية والثقافية لكل القوميات الى جانب انها ذات نظرة حضارية وانسانية ولا تحمل في طياتها توجها سياسيا ولا تروج لافكار او قناعات مسبقة). وتابع يقول (إن هناك أبعاداً عظيمة تنطلق منها هذه المبادرة منها البعد الديني حيث تقوم على فكرة وحدة الدين لا وحدة الأديان استنادا الى الاقرار بالخصوصية الدينية والثقافية للامم والشعوب وثانيا هو البعد الانساني الذي يتجلى من خلال التركيز على القوائم المشتركة الانسانية بين اتباع الاديان والثقافات من خلال تعميق تلك القواسم وتحقيقها وحمايتها وثالثا البعد الأخلاقي والاجتماعي وذلك باتخاذ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وسيلة لنشر القيم الاخلاقية الفاضلة وحماية البناء الاسري) . وتناول أهداف هذه المبادرة بقوله (انها تهدف الى تحقيق جملة من المقاصد والغايات النبيلة أبرزها التعريف بالإسلام ومايملكه من رصيد حضاري كبير والتعرف على الاخرين وثقافاتهم والتواصل معهم وتحقيق التعايش السلمي والأمن الاجتماعي بين شعوب العالم وحضاراتهم المختلفة والتعاون مع الاخرين في تحقيق الاهداف والقواسم المشتركة لمحاربة الرذائل والظلم الاجتماعي وكبح جماح قوى التطرف وازالة الخوف من الاسلام والمسلمين لدى البعض واخيرا تفنيد الدعاوي التي تروج لفكرة الصراع بين اتباع الديان والثقافات) . احترام الآخر عقب ذلك تحدث الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالعزيز بن معمر قائلا (إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أطلق مبادرته الإنسانية للحوار العالمي مع اتباع الرسالات والثقافات لما لمسه في العقود الأخيرة من متغيرات طارئة على عالمنا المعاصر صاحبها اهتزاز في القيم واختلاط في معايير الحكم على الظواهر والأشياء فتصدى لها بالنهوض بمبادرة شجاعة لرعاية الأخلاق وبثها في نفوس أتباع هذه الأديان والفلسفات كافة للتعامل مع هذه المتغيرات المتلاحقة والمؤثرة في ظل ماتحمله العولمة من تيارات وضغوط واتجاهات وارتفاع وتيرة الدعوة إلى الصدام وحدوث حروب مفتعلة وغير مبررة ). وأكد أن التمسك بثوابت المملكة العربية السعودية الشرعية والوطنية قد مكنها من رؤية واضحة للقضايا العربية والدولية والتعامل معها بواقعية واعتدال نتيجة لهذه السياسة التي تلتزم بالوسطية واحترام الاخر والتعامل مع الأحداث العالمية من واقع المسؤولية الدينية والسياسية والاقتصادية حازت احترام المجتمع الدولي في ضوء ماتشهده المملكة من نهضة شاملة . وقال (في إنجاز عالمي للمملكة العربية السعودية وللمهتمين بالحوار في العالم قررت هيئة الأممالمتحدة رسميا عقد جلسة خاصة على مستوى قادة وزعماء دول العالم للجمعية العامة للامم المتحدة في الفترة من 12 الى 13 نوفمبر 2008م لمناقشة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والفلسفات الوضعية وذلك بناء على توصيات مؤتمر مدريد في شهر يوليو الماضي). التعليم الديني وتحدث فيلاديمير زورين وزير الشؤون القومية الروسية سابقا ونائب مفوض روسيا الاتحادية لمنطقة نهر الفولغا مؤكدا أن التعاون والحوار يخدم القضايا المشتركة ويعبر عن النوايا الجدية في حل المشاكل على المستوى الاستراتيجي مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيات الشعوب في هذا المجال مؤكداً على العلاقة الودية بين روسيا والعالم الاسلامي وأنها علاقة لها قيمة كبيرة في خلق جو من الثقة بين الجانبين وقال ( نحن نتعاون في مجالات مختلفة وواسعة منها المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية بجانب مكافحة الارهاب). وبين أن الإسلام يعد جزءاً أساسيا من تاريخ روسيا المعاصر والقديم مشيرا الى حدوث انفراج واسع في الحياة الدينية للمسلمين بعد انتهاء الحقبة السوفييتية الالحادية حيث تتحسن أحوال المسلمين على نحو مضطرد كما أن الحكومة المركزية والحكومات الأخرى تفتح افاقا واسعة أمام مسلمي روسيا لنشر التعليم الديني والقضاء على الجهل الديني . وأشاد بما تقدمه المملكة العربية السعودية من مساعدات في إعداد الكوادر الدينية التي تنشر منهج الدين الاسلامي السمح وهذا دليل على العلاقات الودية والصداقة بين الدول الاسلامية وروسيا . بعد ذلك تحدث السفير السابق لروسيا الاتحادية لدى المملكة الدكتور اندريه باكلانوف عن ضرورة تحسين العلاقات الدولية والعمل من أجل التخلص من صراع الحضارات وتثبيت مبدأ الحوار والتواصل بين الثقافات والشعوب ومختلف القوميات . وقال (نحن متحدون ومصممون على تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين حيث ان تطبيق هذه المبادرة من شأنه حل مشكلتين متزامنتين هما عدم السماح بانزلاق العالم الى حروب جديدة وصراعات مدمرة والثانية تأمين مستوى عال من التفاهم بين جميع الشعوب والديانات). وأضاف (اننا سنعمل من هذه اللحظة على تفعيل هذه المبادرة وجعلها تأخذ طريقها نحو التطبيق العملي كونها تركز على مبادئ التفاهم والمودة وتشجع القيم الانسانية التي يمكن ان تساعدنا على حل القضايا الاقتصادية والمالية والسياسية) . واكد مرة اخرى ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين ذات ابعاد كونية كبيرة وتتضمن مبادئ ديناميكية متطورة في مجال الدعوة للحوار معتقدا انها ستوجد علاقات متكاملة بين الدول الاسلامية والدول المسيحية وستحل المشاكل المعلقة بين الاديان والشعوب وستسهم في تسوية النزاعات الدولية . مبادرة جريئة كما عقدت بقصر المؤتمرات بجدة أمس الجلسة الرابعة والأخيرة في المنتدى الرابع لمجموعة الرؤية الاستراتيجية بعنوان (نحو رؤية جديدة للعلاقات الدولية) وذلك برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى في المملكة الدكتور صدقة بن يحيى فاضل . وتحدث فيها كل من رئيس الإدارة الدينية في مدينة ينجي نوفو غورد الشيخ عمر إدريس وف والسفير من وزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور يوسف الحسن والأمين العام لمجلس العلماء في اندونيسيا الدكتور دين شمس الدين . وفي بداية الجلسة ألقى الشيخ عمر إدريس وف كلمة أشاد فيها بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي نبعت من مهبط الوحي السعودية , موضحاً أن الإسلام دين محبة وسلام , مشيداً بالتجربة الروسية مع الإسلام . كما تحدث عن وضع المسلمين في روسيا , مؤكداً دعم الحكومة الروسية للمسلمين في روسيا وأن هناك بوادر خيرة. بعد ذلك ألقى الأمين العام لمجلس العلماء في اندونيسيا كلمة أوضح فيها أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين سيكون لها تأثير كبير في شكل العلاقات الدولية في السنوات المقبلة , مؤكداً أن في المبادرة دعوة إلى الأمة الإسلامية للتوحد بمختلف مذاهبها وأن المبادرة ماهي إلاتذكير للأمة الإسلامية بأهمية الاتحاد والتعاون في ما بينها . وبين أن أعمال العنف التي وقعت كانت بيد الذين لايؤمنون بمبدأ الحوار وأن مبادرة الملك عبدالله لديها القوة في منع حصول سناريو صدام الحضارات . وأضاف بان المبادرة لاتضم فقط الديانات السماوية بل الديانات الأخرى مثل البوذية والهندوسية الأمر الذي يمكنها من تعزيز التفاهم بين مختلف الديانات والحضارات في العالم . من جهته تناول السفير الدكتور يوسف الحسن في كلمته الرؤية الجديدة في العلاقات الدولية واصفاً مبادرة خادم الحرمين الشريفين بأنها مبادرة جريئة وريادية في ظروفها ومكانها وزمانها وأبعادها والتي ستكرس القيم الإنسانية في العلاقات الدولية وتعمم ثقافة القيم العلا لمواجهة أخطار ماثلة في عالم اليوم وعلى رأسها أخطار الطغيان . وأضاف أن المبادرة تستثمر القوة الروحية للأديان والفلسفات العقائدية في استشراف خيارات أفضل للمستقبل وتطوير حلول واقعية لاشكاليات الإنسان في هذا العصر القلق وتوسيع دائرة الحوار . بعد ذلك ألقت مستشارة وزارة الخارجية الروسية والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط مارينا بوبوف كلمة أشادت فيها بالمبادرة ودور المملكة العربية السعودية على المستوى الإسلامي وقالت (إن المبادرة أصبحت أكثر أهمية مع الأزمة المالية الحالية حيث دق ناقوس الخطر بأن العالم يحتاج إلى بنية سياسية وفكرية جديدة مع التركيز على القيم الأخلاقية ممثلة في الأسرة والمبادرة في نظر الكثيرين تضمن سلامة المجتمع وقوة نسجه الاجتماعي) . وأضافت أن المبادرة وتركيزها على دور الأسرة تؤكد أنه لا تناقضات بين الأديان في هذا المجال , متطرقة إلى المشكلات التي تعاني منها المرأة على الصعيد العالمي وقالت (إن هذه المشكلات بحاجة إلى حلول عاجلة من خلال التوعية بوسائل الإعلام وتدريب النساء ووضع قوانين وأنظمة تضمن حقوق المرأة ورغبتها في التعليم وكسر حاجز الجهل وعدم استخدام العنف في الإقناع) معتقدة أن مبادرة الملك عبدالله كفيلة بالقضاء على كل صنوف الإساءة إلى المرأة في جميع الدول والمجتمعات .