أكد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في محادثات السلام مع إسرائيل أحمد قريع أن الفلسطينيين لن يستطيعوا التوصل لاتفاق سلام مع الإسرائيليين هذا العام، في الوقت الذي دعت فيه الولاياتالمتحدة الجانبين إلى استئناف المحادثات، بينما تبذل مصر جهوداً كبيرة لدفع مسيرة العملية السلمية. وقال قريع يوم الاثنين لمجموعة من مسؤولي الأمن الإسرائيليين في مؤتمر بالقرب من تل أبيب بشأن عملية السلام إن (العملية صعبة والوضع السياسي في الجانبين صعب) وذلك في إشارة إلى الخلاف السياسي الداخلي بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الفلسطيني (فتح) من جهة والانتخابات البرلمانية المفاجئة في إسرائيل من جهة أخرى. بدورها حثت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرنو الإسرائيليين والفلسطينيين على دفع جهودهما للتوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام رغم إقرارها بأن الانتخابات الإسرائيلية قد (تعقد) المسائل. وقالت بيرنو للصحفيين إن بوش ما زال ملتزما بعملية السلام التي استؤنفت في أنابوليس، موضحة أن ما يريده الرئيس (هو الاستمرار في محاولة العمل معهم) مؤكدة أن المهمة شاقة لكنها (كانت شاقة دوماً في الشرق الأوسط). وتأتي تصريحات بيرنو قبل ثمانية أيام على موعد الانتخابات الأميركية وثلاثة أشهر على انتهاء فترة رئاسة الرئيس جورج بوش وبعد يوم من دعوة زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي تسيبي ليفني لإجراء انتخابات مبكرة إثر فشلها في تشكيل حكومة ائتلافية في إسرائيل. من جهتها تبذل مصر مزيداً من الجهود الهادفة لدفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط حيث ستستضيف الشهر المقبل في شرم الشيخ اجتماعاً للجنة الرباعية المعنية بالوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك بناء على تصريحات المتحدث الرئاسي المصري سليمان عواد والتي نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأوضح عواد أنه (لا بد أن تمارس الرباعية الدولية (التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) إلى جانب الاتحاد الأوروبي كطرف أصيل دوراً للحفاظ على قوة الدفع، بحيث تضمن استئناف هذه المفاوضات دون إبطاء بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة وترتيب أوضاع الحكومة الأميركية الجديدة). وفي إطار متصل صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أنه إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية (فستجد أمامها 57 دولة إسلامية وعربية ترفع علم إسرائيل). وأكد عباس أنه لا أحد (مستعد لتطبيع العلاقات بدون أن تقوم إسرائيل بالخطوة الأولى المطلوبة منها وهي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والجولان (السورية) ومزارع شبعاً (اللبنانية). وشدد عباس -الذي يزور مصر في نطاق جولة ستشمل السعودية- على أهمية المبادرة العربية معتبراً أنها (مبادرة إسلامية وليست فقط مبادرة عربية) لأنها (اعتمدت في نفس العام الذي طرحت فيه في مؤتمر إسلامي في طهران) وقال إنها (أثمن ما قدم للقضية الفلسطينية منذ عام 1948) حسب رأيه. كما ستستقبل العاصمة المصرية القاهرة في الخامس من نوفمبر المقبل ممثلين عن الفصائل الفلسطينية المختلفة لمناقشة الورقة المصرية للمصالحة والتي رحبت بها غالبية الفصائل رغم تأكيدها وجود بعض التحفظات. فقد أكدت حماس أمس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري رفضها اعتبار المسودة المصرية للمصالحة صيغة نهائية لإطلاق الحوار الوطني، مشددة على وجوب أن يكون هذا الحوار شاملاً وبمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية. وانتقد أبو زهري تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة بأن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وافقت على الورقة المصرية. واعتبر أبو زهري أن (هذه التصريحات تمثل إصراراً على إظهار أن الخلاف هو بين حماس وفصائل المنظمة) وهو ما يعني –حسب قوله- أن) الترتيبات تجري لحوار بين طرفين وليس حواراً فلسطينياً شاملاً).