حذر الجمهوريون من احتمال تحول أميركا إلى حكم الحزب الواحد في حال سيطرة الحزب الديمقراطي على الرئاسة والكونغرس، بينما أعلن البنتاغون رفع مستوى التأهب لمواجهة أي تطورات أمنية في الفترة الأولى من حكم الرئيس المقبل قياسا إلى التجارب التاريخية السابقة التي مرت بها البلاد. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن شخصيات جمهورية قولها إنه مع تنامي حظوظ مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما بالفوز في الانتخابات الرئاسية واحتمال سيطرة الديمقراطيين على غالبية المقاعد في الكونغرس، بدأ الحزب الجمهوري حملة لمكافحة أي انتهاكات محتملة قد تنتج عن حكم الحزب الواحد في واشنطن. وفي هذا الإطار حذر السيناتور الجمهوري نورم كولمان -الذي يسعى للفوز بمقعد ولاية مينيسوتا في مواجهة الديمقراطي آل فرانكن- مؤيديه الأسبوع الماضي من أن خسارته لمعقد الولاية لصالح الديمقراطيين سيمهد للعديد من التغييرات، في إشارة واضحة إلى احتمال هيمنة الديمقراطيين على الكونغرس. كذلك أطلقت السيناتورة الجمهورية إليزابيث دول -المرشحة عن ولاية نورث كارولاينا- حملة إعلانية قالت فيها إن الديمقراطيين يسعون للحصول على (شيك على بياض) إذا تمكنت منافستها الديمقراطية كاي هاغان من الفوز في انتخابات الكونغرس. يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2008 ستتم بالتوازي مع انتخابات مجلس الشيوخ في ثلاث وثلاثين ولاية أميركية وانتخابات مجلس النواب بالكامل، إلى جانب عدد من الاستفتاءات والانتخابات المحلية في بعض الولايات. في الأثناء يواصل المرشح الديمقراطي حملته الانتخابية التي تركز على الولايات التي تسمح بالتصويت المبكر ومنها كولورادو حيث يأمل أوباما الفوز بالأصوات الانتخابية التسعة، مع الإشارة إلى أن ولاية كولورادو صوتت لصالح الرئيس بوش في انتخابات 2004. وتبين استطلاعات الرأي تقدم أوباما في كولورادو التي عقد فيها الديمقراطيون مؤتمرهم للترشيح والتي ألقى فيها أوباما كلمته بقبول ترشيح الحزب أمام 75 الفا في ملعب لكرة القدم في دنفر، كبرى مدن الولاية. ولا يختلف الوضع في ولاية فيرجينيا حيث أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأثنين تقدم أوباما في الولاية على منافسه ماكين، مما يعطي المرشح الديمقراطي فارقا كبيرا عن أخر استطلاع للرأي أجري في الولاية الشهر الماضي وفاز فيه أوباما بفارق ثلاث نقاط فقط. وشمل الاستطلاع الجديد -الذي تم عبر الهاتف- 1026 ناخبا في الفترة الواقعة بين 22 و25 أكتوبر الجاري، وبهامش خطأ يقدر ب3.5 نقطة مئوية. يشار إلى أن ولاية فيرجينيا -التي تمثل 13 صوتا انتخابيا- لم تصوت لأي مرشح ديمقراطي منذ العام 1964. في الأثناء أعلن السكرتير الإعلامي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف موريل أن الوزارة بدأت عمليا بالإعداد لرفع مستوى التأهب في صفوفها تحسبا لأي تطورات أمنية تلي تسلم الرئيس المقبل السلطة في البلاد. وقال موريل في تصريح الاثنين أن وزارة الدفاع ستكون في أعلى مستوى من التأهب استنادا للتجارب التاريخية السابقة التي حاول فيها (أعداء الولاياتالمتحدة استغلال الفترة الانتقالية سواء قبل أو بعد الانتخابات). يشار إلى أن الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي وبعد وصوله إلى البيت الأبيض بثلاثة أشهر تورط في عملية خليج الخنازير الفاشلة ضد كوبا التي كانت السبب المباشر في أزمة الصواريخ الروسية فيما بعد في الستينيات من القرن الماضي. ولم يكن الوضع مختلفا بالنسبة للرئيس الأسبق جيرالد فورد عندما سقطت سايغون عاصمة ما كان يعرف باسم فيتنام الجنوبية بعد ثمانية أشهر فقط من وصوله إلى السلطة، في حين تعرض الرئيس الراحل رونالد ريغان لمحاولة اغتيال بعد أسابيع من أدائه اليمين الدستورية. وبعد شهر من توليه السلطة، واجه بيل كلينتون وضعا حرجا عندما تم تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك مطلع التسعينيات من القرن الماضي، في حين واجه الرئيس الحالي جورج بوش أحداث 11 سبتمبر بعد ثمانية أشهر من وصوله للبيت الأبيض عام 2001.