ألقى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، الذي يترأس وفد المنظمة المشارك في فعاليات مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية والغربية كلمة تحت عنوان: (عالم مشترك: التقدم من خلال التنوع) مؤخراً أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. وقد أشار الأمين العام في معرض كلمته إلى أن لديه إيماناً بأن الإقرار والاحتفاء بالتنوع يمثلان المدخل الأساسي بالنسبة للعالمين الإسلامي والغربي في اتجاه تعزيز المعرفة المتبادلة للثقافة والتنوع العرقي والديني. ومن شأن هذا التوجه أن يساهم في بناء إطار يحوي القيم المشتركة والمقومات الثقافية المتبادلة، كما أن من شأنه دعم الحوار المؤدي إلى تحقيق التفاهم والسلام والوئام. كما أكد البروفيسور إحسان أوغلي أنه من خلال الإصلاحات، التي شهدتها المنظمة منذ اعتماد الميثاق الجديد، اكتسب مبدأ الديمقراطية والحكم الرشيد موقعاً بارزاً. وفي هذا السياق، ذكر الأمين العام أن الميثاق الجديد (... يؤكد سيادة القانون ويضمن الحريات الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير والمساءلة. كما أن الرؤية التي يتضمنها الميثاق الجديد تولي أهمية خاصة لحقوق الإنسان العالمية. فالميثاق الجديد لا يضفي طابع (القدسية) على تلك الحقوق فقط، لكنه يقضي أيضاً بإقامة لجنة دائمة ومستقلة لحقوق الإنسان هدفها رصد وتوثيق أي انتهاكات لحقوق الإنسان). وأشار الأمين العام مجدداً إلى المنحى التصاعدي الذي تعرفه ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تتسبب في كثير من المعاناة في أوساط المسلمين ممن يعيشون في الغرب، حيث دعت منظمة المؤتمر الإسلامي الهيئات الدولية ذات الصلة إلى الدفاع عن حقوق المسلمين ضد التمييز الذي يتعرضون له. غير أن بعض الأطراف الغربية أساءت فهم هذا الدفاع، وبدأت حملة ضد منظمة المؤتمر الإسلامي، واصفة المنظمة بأنها مناهضة للمسيحية ومعادية لليهود. وفي الواقع، وكما أشار إلى ذلك الأمين العام، فإن (... دفاع المنظمة يقتصر على المفردات، أو اللغة، وأحكام القانون الدولي وغيرها من الصكوك القانونية الدولية التي تتناول حقوق الإنسان فقط. ولم نستند سوى إلى قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التي تم التصويت عليها ديمقراطياً، وتم إقرارها من قبل المجتمع الدولي)، ولم تهاجم المنظمة مطلقاً أية ديانة بعينها. وجدد البروفيسور إحسان أوغلي تأكيده أن مبادرات الحوار ينبغي أن تقترح مساراً محدداً بأهداف بينة وواضحة الملامح. وأعرب عن اقتناعه الراسخ بأن مصالحة تاريخية بين الإسلام والمسيحية من شأنها أن تشق الطريق نحو إيجاد هدف مشترك وباتجاه التعايش السلمي بين الغرب والعالم الإسلامي.