اكدت مسؤولة في الاحتياطي الفدرالي الاميركي جانيت يلين مساء الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة دخلت حالة ركود مؤكدة ان تحرك السلطات العامة سيقلل من خطورتها.وجانيت يلين رئيسة فرع الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو هي اول مسؤول في هذه المؤسسة يتبنى تحليلا يتحدث عنه الاقتصاديون اكثر فاكثر نظرا للتباطؤ الاقتصادي الذي نجم عن ازمة مالية ضربت تدريجيا كل الاقتصاد. وقالت يلين في خطاب في بالو التو في ولاية كاليفورنيا (غرب) ان “المعطيات الاقتصادية الاخيرة تشير الى ان الاقتصاد اضعف مما كنا نتوقع في الفصل الثالث من السنة ويكشف انه لم تسجل اي نسبة نمو على الارجح”. واضافت ان “النمو في الفصل الرابع يبدو اضعف ايضا بتراجع مرجح جدا” للنشاط الاقتصادي، موضحة ان “الاقتصاد الاميركي في حالة ركود على ما يبدو”.واشارت يلين التي لم تتحدث عن المدة المحتملة لهذا الركود، الى ان تدني اسعار المواد الاولية اثر بشكل ايجابي على التضخم المشكلة التي تؤرق باستمرار المصرف المركزي. وقالت ان “اسعار المواد الاولية بما فيها اسعار النفط تراجعت”. واضافت “اتوقع ان يؤدي هذا التطور مضافا اليه استمرار حالة الضعف في اسواق العمل الى دفع التضخم الى مستويات اعتبر انها مطابقة لاستقرار الاسعار وبالتالي ربما ادنى منها”. وفي خطاب في اليوم نفسه في ممفيس في ولاية تينيسي (جنوب شرق) تجنب رئيس الاحتياطي الفدرالي في سانت لويس جيمس بولارد استخدام كلمة ركود. وقال “اذا كانت تقلبات اسواق المال يمكن احتواؤها ربما عبر تدخل للحكومة، يمكن التوصل الى تسوية سليمة يمكن ان يتباطأ معها الاقتصاد لكن بدون ان يتراجع لفترة طويلة”. الا ان بولارد حذر من ان خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي فقط لن يكون كافيا لحل الازمة. وقال ان “اللجوء اكثر من الضرورة الى سياسة معدلات الفائدة لا يفيد كثيرا في حل المشاكل الجارية ويمكن ان يؤدي الى مشكلة تضخم جديدة ويصعب حلها اثر الاضطرابات الحالية”. ولا يشارك بولارد ولا يلين اللذين وزع نصا خطابيهما على الصحافيين، في تصويت اللجنة النقدية للاحتياطي الفدرالي حول معدلات الفائدة. وكان صندوق النقد الدولي تحدث الاسبوع الماضي عن تراجع النشاط الاقتصادي في الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام الجاري والفصل الاول من 2009، مشيرا الى ان الوضع لن يعود الى طبيعته قبل 2010 . من جهتهم، اكد 52 اقتصاديا قابلتهم صحيفة “وول ستريت جورنال” ان الاقتصاد الاميركي دخل مرحلة ركود منذ الفصل الثالث وسيبقى كذلك في الفصلين الرابع من 2008 والربع الاول من 2009 . وقالت الصحيفة انه في حال تراجع اجمالي الناتج الداخلي لثلاثة فصول متتالية، فان ذلك سيكون للمرة الاولى منذ اكثر من نصف قرن.