سقط عدد من القتلى والجرحى بينهم أجانب في قصف جوي يعتقد أنه أميركي استهدف منزلا في أطراف مدينة ميرانشاه الباكستانية بمنطقة شمال وزيرستان القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان مساء السبت وفق مصادر أمنية باكستانية. وتفاوتت أعداد القتلى جراء هذه الغارة -وفق المصادر الأمنية والاستخبارتية- بين ثلاثة وأربعة وخمسة أشخاص بينهم أجانب لم يتم التحقق من هوياتهم أو أعدادهم. وطبقا لرواية سكان المنطقة ومصادر استخبارتية أطلقت طائرة تجسس بدون طيار يعتقد أنها أميركية صاروخين على المنزل المستهدف بفارق دقيقة واحدة فدمرته. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني –طلب عدم كشف هويته- أن القصف استهدف مجمعا كان منزلا لعضو في حركة طالبان يدعى عمر دراز. ويعد الهجوم الثاني من نوعه في غضون يومين على نفس المنطقة، إذ قتل تسعة أشخاص -بينهم أجانب- في قصف وقع مساء الخميس الماضي حسب مسؤولين أمنيين. وقد نفى سكان محليون وقوع قتلى أجانب, وأكدوا أن القتلى من المدنيين, وأن القصف تسبب أيضا في إحداث دمار كبير. ولم يصدر أي تأكيد رسمي من الجيش الباكستاني أو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للهجوم الجوي الأحدث ضمن سلسلة غارات بلغت 11 ونفذتها طائرات أميركية على الجانب الباكستاني من الحدود منذ أغسطس الماضي قتلت فيها مائة شخص زعمت أنهم على علاقة بالمسلحين. ونادرا ما تعترف الولاياتالمتحدة بهذه الهجمات التي تعتبرها باكستان انتهاكا لسيادتها. ويأتي القصف الأميركي الجديد على مناطق القبائل الباكستانية بعد يوم من تعرض مجلس قبلي مؤيد للحكومة ومناوئ لحركة طالبان لهجوم انتحاري خلف عشرات القتلى بين زعماء وأعيان القبائل المجتمعين في منطقة أوراكزاي القبلية الجمعة. وأثار الهجوم غضب رجال القبائل في المنطقة ضد مسلحي طالبان، وقال شهود عيان إن مسلحين قبليين تبادلوا إطلاق النار مع مسلحي طالبان وهدموا منازلهم في المنطقة الواقعة غربي البلاد بعد الهجوم الانتحاري الذي وقع الجمعة. ونقلت وكالة رويترز عن أحد السكان المقيمين في المنطقة ويدعى نور زاد قوله “الجميع غاضب ومنزعج هنا، وعدد من رجال القبائل هاجموا منازل لطالبان بعد التفجير، ودمروا منزلين” مضيفا أن تبادلا لإطلاق النار نشب الليلة الماضية وما زال دائرا. وقال مسؤولون السبت إن عدد القتلى في التفجير الانتحاري الذي وقع أمس ارتفع إلى 55 قتيلا بينما لا يزال عدد آخر من الجرحى في حالة خطيرة. واحتشد أهالي القتلى اليوم لدفن ضحاياهم، وعاد زعماء القبائل للاجتماع أمس لمناقشة الموقف، وقال الزعيم القبلي حضرت نور إن الحرب ضد المليشيات سوف تستمر. يذكر أن منطقة أوراكزاي أكثر المناطق القبليةالباكستانية السبع التي تتمتع بحكم شبه ذاتي هدوءا، وعلى عكس المناطق القبلية الأخرى لا تشترك مع أفغانستان في أي حدود بصورة مباشرة. وكان الجيش الباكستاني شن مطلع أغسطس الماضي هجوما واسعا على طالبان في إحدى مناطق القبائل، وانضم إليه عدد من القبائل شكلت مليشيات لدعم الجنود.