أعلنت إدارة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي لعام 2008 عن منحها جائزة مجلة «فاريتي» للإنجازات المتميزة للفنان العربي الكبير وسفير النوايا الحسنة عادل إمام وذلك على مجمل إسهاماته الفنية على مستوى المنطقة، ضمن جوائز المهرجان الذي انطلق أمس في أبوظبي ويستمر إلى 19 أكتوبر الجاري. وتقدم هذه الجائزة كلٌ من إدارة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي ومجلة (فاريتي)، رائدة أخبار السينما وصناعة الترفيه في العالم. وسيتسلم إمام جائزته من الجهتين المنظمتين في قصر الإمارات يوم الأحد 19 أكتوبر في الحفل الختامي للمهرجان. يذكر أن «عادل إمام» من مواليد القاهرة عام 1940. وقد لعب خلال مسيرته الفنية الحافلة الممتدة نصف قرن من الزمن أكثر من 100 دور رئيسي بالإضافة إلى 10 مسرحيات وعدد من المسلسلات التلفزيونية حاز خلالها على إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. وقد اتسمت أعماله بالطابع الكوميدي، لكنه برز كذلك في أعمال أخرى جادة، لاسيما في بداياته الأولى، فضلاً عن أعمال أخرى مزج فيها الكوميديا بالرومانسية. وقال نائب رئيس المهرجان ومدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الجهة المنظمة للمهرجان، محمد خلف المزروعي أن عادل إمام يعد رمزاً على الساحة الفنية في الشرق الأوسط، وقد استحق هذه الجائزة عن جدارة، حيث استطاع على طول مسيرة عطائه من تملك حواس متابعيه والعزف على أوتار قلوبهم من خلال طرحه لقضايا الناس والصعوبات التي تواجه المجتمع كالظلم والفقر وذلك بثنائية عجيبة أبدع فيها وغلفها بقالب من العاطفة والفكاهة. من جهتها قالت نشوة الرويني مديرة المهرجان أن إمام لم يتوان يوماً عن نقل ما يؤمن به إلى الشاشة الكبيرة بطرح ٍ اتسم بالجرأة والالتزام بالدفاع عن الكرامة الإنسانية وتكريس مفاهيم التسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان. وانطلاقاً من هذه المعطيات فقد استحق عادل إمام كل الاحترام والتقدير عن مساهماته الفنية والاجتماعية في المنطقة». وعُرف عن إمام صراحته في طرح قضايا الفقر وتطلعه لحياة أفضل للجميع، مما حدا بمنظمة الأممالمتحدة لتسميته في عام 2000 سفير النوايا الحسنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومنذ ذلك الحين استغرق إمام في عملٍ دؤوب لنصرة قضايا اللاجئين، فقد قام في عام 2000 بزيارات ميدانية لمخيمات اللاجئين للوقوف بصورة مباشرة على أوضاعها ، وفي نفس العام قام بزيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومشاركة زملائه من سفراء النوايا الحسنة في الأممالمتحدة اجتماعاً للجمعية العمومية. واستغل إمام سفره المتكرر بحكم العمل أو الزيارات الشخصية لدول المنطقة لرفع مستوى الوعي حول قضايا اللاجئين واستعراض الفعاليات الإعلامية الإقليمية في نشاطات الأممالمتحدة، كما ساهمت الملامح الشخصية لإمام التي تعكس جميع أطياف النسيج الاجتماعي في ترسيخ مكانته الفنية المزدهرة منذ أواخر الستينات. يشار إلى أن فيلم (أنا وهو وهي) الذي أنتج عام 1964 للمخرج فطين عبد الوهاب هو باكورة أعمال إمام، حيث اقترن دوره بأداء حركات كوميديا مضحكة ربما اشتملت في بعض مفاصلها على مواقف ذات أبعاد معينة، وتميزت أدواره بتناول الشخصية المقهورة التي تتغلب على الضغوط الخارجية التي تتعرض لها من جانب الشخصيات النافذة المحيطة، مقدماً بذلك نمطاً مرناً في مصر. وفي العام 2006 ظهر إمام مع مجموعة كبيرة من النجوم في فيلم (عمارة يعقوبيان) الفيلم الذي قيل عن ميزانيته أنها الأكبر في تاريخ السينما المصرية والمأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم. وتنطوي قصة الفيلم على توجيه نقد لاذع للمفارقات التي يعيشها المجتمع المصري في الوقت الراهن وذلك من خلال تسليط الضوء على الواقع الذي يعيشه سكان أحد المباني في وسط القاهرة. ويجسد الفنان عادل إمام في هذا الفيلم دور رجل ينغمس في ملذاته الشخصية والتي تشكل مغامراته الخرقاء المحور الأساسي الذي تدور حوله أحداث الفيلم. وبدأ مؤخرا في دور العرض السينمائية في العالم العربي عرض آخر أفلامه «حسن ومرقص» الذي يشاركه بطولته النجم العالمي عمر الشريف، حيث يقدمان من خلال الفيلم رؤية للوحدة الوطنية بين مكوني المجتمع المصري من المسلمين والمسيحيين، يغلب عليها التعاطي التقليدي مع موضوع التسامح والتعايش الديني، والشكل المفضل رسميا لتصوير هذه العلاقة. ويُنقل عن إمام قوله: (لست نجماً أو زعيماً، فلا يوجد هناك زعماء في الفن، وإنما كل ما أريده هو المساعدة في جعل حياة الناس أفضل من خلال موهبتي بالقدر الذي أستطيع).