رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض ( إنسان ) مساء أمس الأول الحفل السنوي السابع للجمعية وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق انتركونتننتال في الرياض . ولدى وصول سموه مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التنفيذية في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في الرياض كان في استقباله معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين وعدد من المسؤولين . وأقيم حفل خطابي لهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القران الكريم ، ثم شاهد سموه والحضور فيلما وثائقيا بعنوان (أجرها الجنة) يستعرض البرامج والخدمات التي تقدمها الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض (إنسان ) تجاه أبنائها . بعد ذلك، تم استعراض حساب الجمعية للسنة المالية المنصرمة والاطلاع على الميزانية السنوية للعام الجاري 1429 ه . عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ كلمة أبرز فيها ما يميز المجتمع المسلم من تراحم وتعاطف ومحبة ومودة مستدلا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) . وقال سماحته (إن المسلمين ليسوا أهل أنانية، ولكن كل واحد يسعى لنفسه ثم لإخوانه , وأسعد الناس من سعدت به أمته وسعد به مجتمعه) . وعد سماحته ما تقوم به الجمعية وما تستقبله من تبرعات مؤشرا خيرا وعنوان تكاتف وتعاون ، حاثا الجميع على رعاية الأيتام والإحسان إليهم اتباعا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام . ولفت سماحته النظر إلى ما حذر الله جل شأنه من تحريم أكل مال اليتم في كتابه حينما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) كما قال عز وجل (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) . وأشار إلى فضل الإحسان إلى اليتيم باعتباره أحد أسباب الدخول إلى الجنة كما جاء في قوله تعالى ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ , فَكُّ رَقَبَةٍ , أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ , يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ , أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ , ثمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ , أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ) . وقال (إن الله سبحانه وتعالى أمر بالإحسان إلى اليتيم وذم الذي يهينه ، وأن المؤمن بلقاء الله هو الذي يرعى اليتيم ويحسن إليه طمعا فيما عند الله من الفضل ومن الخير) . وأضاف(أن اليتيم بحاجة إلى الرعاية والاهتمام، إذا كان ضعيفا خوفا من أن يستغل ضعفه لما فيه شر ، وإذا كان غنيا يرعى ماله خوفا من الطامعين أو جلساء السوء والمفسدين في أن يحملونه على ما لا خير فيه مشددا على أن الاهتمام باليتيم رعاية وتربية وإحسانا وتعليما وتثقيفا كل ذلك أعمال خير) . ورأى سماحته أن اليتيم يحتاج اليوم بالإضافة إلى الكسوة والطعام إلى المعاملة الحسنة، داعيا رجال الأعمال والموسرين إلى أن يتبرعوا لهذه الجمعية وأن يقوم كل بواجبه حسب استطاعته لتصل الجمعية إلى المستوى اللائق بها . وأضاف (إذا نظرنا إلى الضمان الاجتماعي وما يقدمه من عطاء عظيم شهريا للأسر على اختلافها , ونظرنا إلى جمعية البر ونظرنا إلى هذه الجمعية نأمل خيرا ونرجو خيرا في أن مجتمعنا لا يزال المجتمع المتراحم المتعاطف والمتعاون على الخير والتقوى) . وسأل سماحة مفتي عام المملكة في ختام كلمته الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على الجمعية بما فيه الخير والصلاح وأن يجعل الله الجميع ممن أخلص النية والعمل ، مباركا لهم جهودهم ونشاطهم . بعدها، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الكلمة التالية .. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين . أيها الأخوة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فإننا نجتمع في هذا المساء المبارك لمواصلة خدمة ورعاية فئة غالية من أبناء مجتمعنا ممن فقدوا آباءهم ، وهذا الاجتماع دليل واضح على ما ننعم به في بلادنا من تكاتف وتعاضد وتعاون على طاعة الله . وهو تأكيد أيضا على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله على العناية بجميع الفئات المحتاجة والسعي إلى توفير حياة كريمة لهم . والأيتام من الفئات التي تحتاج إلى العناية والاهتمام بل هم من أهم الفئات المحتاجة ، ولذلك قامت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) لتقدم عملا خيريا نموذجيا في الرعاية وهي تهتم بجميع جوانب حياة اليتيم وتعمل على تأهيله وتوظيفه ورعايته صحيا وتعليميا . وقد تأسست هذه الجمعية بفضل الله ثم بدعم المحسنين والخيرين من أبناء هذا البلد قبل تسعة أعوام ، وتضافرت جهود الخيرين من أبناء المجتمع واستمر العطاء حتى رأيناها ترعى أكثر من (700ر26) مستفيد من الأيتام وأمهاتهم داخل أسرهم الطبيعية . كما وصل جهدها ( بتوفيق الله) لتغطية مدينة الرياض ومحافظات الخرج والدوادمي والافلاج والزلفي، وتسعى إلى تغطية بقية المحافظات والمدن التابعة لمنطقة الرياض خلال السنوات القريبة القادمة بإذن الله. ولا يفوتني في هذا المقام أن أشيد بالنظام (الآلي) الذي رأيناه في تقديم الإعانات للأيتام عبر بطاقات الكترونية تحفظ كرامة اليتيم وتوفر المال والجهد . أيها الأخوة .. إن الآيات والأحاديث التي ذكرت فضل رعاية كفالة الأيتام كثيرة ، وقد تطرق لها سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ لأن الأيتام هم في أمس الحاجة للوقوف معهم ودعمهم ومساندتهم . وإنني أدعوكم جميعا لدعم هذه الجمعية التي ترعاهم وتهتم بشؤونهم كل بما يستطيعه سواء بالمال أو الجهد أو الرأي. أسأل المولى عز وجل أن يعيننا جميعا على بذل الخير وأن يبارك لمن أنفق وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعا . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . إثر ذلك ، أعلن عن فتح باب التبرعات للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ، حيث تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمبلغ مليون ريال ، ومبلغ آخر قدره مليون ريال عن أبنائه وأحفاده ، ثم تولت التبرعات التي وصلت إلى ما يقارب 30 مليون ريال . وفي الختام، كرم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض ( إنسان ) المتبرعين للجمعية ، ثم تسلم سموه درعا تذكاريا من أبناء الجمعية . حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز .