تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسعي للتوصل لاتفاق سلام شامل مع إسرائيل بحلول نهاية العام، لكنه أقر بصعوبة إنجاز هذا الهدف الذي حدده الرئيس الأميركي جورج بوش. كما نفى عباس عزمه إبرام اتفاق جزئي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يوضح النقاط التي تم الاتفاق عليها ويترك المسائل الشائكة الأخرى ومن بينها وضع القدس إلى مرحلة لاحقة، وقال في منتدى سياسي واقتصادي عالمي في تشيرنوبيو بإيطاليا إن من الضروري أن يكون الاتفاق شاملا بشأن قضايا القدس والحدود واللاجئين والمياه. وشدد على أنه في حال عدم التمكن من التوصل لهذا الاتفاق بحلول نهاية العام، فإنه يتعين على الرئيس الأميركي الجديد الذي سيخلف بوش ألا ينتظر عدة سنوات لإطلاق المفاوضات مجددا والشروع بذلك حال دخوله البيت الأبيض. من جهته قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أمام المؤتمر نفسه إن على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أن يتوصلا لاتفاق والعمل على افتراض أنه يمكن أن يتحقق. وحول المبادرة العربية لتحقيق السلام، اعتبر بيريز أن القادة العرب لم يقدموا هذه المبادرة مباشرة لإسرائيل بل قدموها للعالم كصفقة متكاملة دون أن يتركوا أي مجال للتفاوض بشأنها. ورد عليه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي يحضر المؤتمر أيضا بالقول إن أي حكومة إسرائيلية لم تستجب إيجابيا لعناصر هذه المبادرة. وكان أولمرت ترك محادثات السلام في حالة من عدم اليقين بإعلانه أنه سيتنحى من منصبه بمجرد أن يختار حزب كاديما الذي يتزعمه رئيسا جديدا في وقت لاحق هذا الشهر. لكن أولمرت سيظل رئيس وزراء لتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة وهي عملية قد تستغرق شهورا. ويقول الجانبان إن تقدما تحقق. وبموجب اقتراح حديث لأولمرت ستسلم إسرائيل الفلسطينيين نحو 92.7% من أراضي الضفة الغربيةالمحتلة إضافة إلى قطاع غزة، حسب مسؤولين غربيين وفلسطينيين مطلعين على المفاوضات. وفي مقابل أراضي الضفة الغربية التي ستحتفظ بها إسرائيل اقترح أولمرت مقايضة 5.3% من الأرض لمنح الفلسطينيين أرضا صحرواية متاخمة لقطاع غزة. لكن اقتراح أولمرت لم يقدم حلا لمطالب الطرفين بشأن مدينة القدس، كما أنه لن يطبق قبل أن يكبح عباس النشطاء ويستعيد السيطرة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفي تطور لاحق وصل الرئيس عباس إلى القاهرة في زيارة لمصر تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ومسؤولين آخرين بشأن الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر.