اتفقت عدد من الجاليات العربية والآسيوية المقيمة في العاصمة المقدسة أن الصيام في البلد الحرام له ميزة خاصة ونكهة فريدة لا تنكر ابداً مشيرين الى ان هذه النعمة العظيمة تكتمل بالافطار الجماعي على موائد الرحمن داخل الحرم المكي وساحاته وابانوا ان التحلق حول هذه الموائد الايمانية تخفف عنهم مرارة الوحدة والحرمان من البعد عن الأهل. (الندوة) رصدت مشاعر المغتربين بين اخوانهم المواطنين في العاصمة المقدسة وخرجت بهذه الحصيلة. تحسين الوضع يقول محمد بركات (مصري الجنسية) ان مشاعر الغربة دائمة طيلة أيام السنة، وقد ارتضيناها سعياً للرزق وتحسين مستوى معيشتنا، ولكن في الحقيقة ان للصيام في مكةالمكرمة نكهة خاصة وشعوراً بالفرح والسرور بأن منّ الله عليك بالصيام بجوار بيته الحرام، ولكنني لا اخفي عليكم أن الغربة شعرت بها في يومي الاول لمجيئي الى هنا حيث شعرت بالوحدة ومرارة الفراق عن الأهل والاسرة ولكن هذه المشاعر تتضاعف خلال شهر رمضان المبارك حيث نفتقد تجمع الأهل حول مأدبة واحدة وفي ساعة الافطار أتذكر افراد اسرتي وكيف كنا نجتمع على سفرة واحدة. ومضى قائلاً : ان ساعة الافطار هي التي تشعرني بمرارة الغربة كل يوم، حيث يتبادر الى ذهني كيف كنت أمضي هذه الساعة وسط الأهل والاصدقاء وافراد العائلة وكيف كانت فرحة الافطار معهم. اما مختار احمد (باكستاني) لم يختلف عن سابقه حيث قال برغم انني أتناول وجبة الافطار بصحبة عدد من الاصدقاء فانني لم اشعر يوماً بشعوري وسط اسرتي في باكستان واضاف انا متزوج ولي أربعة ابناء في كل يوم وفي ساعة الافطار أتذكر افراد اسرتي وكيف كنا نجتمع على سفرة واحدة. وعن كيفية قضائه رمضان في مكةالمكرمة قال نذهب الى العمل في الصباح الباكر وبعد صلاة العصر نغادر الى منازلنا التي لا تبعد كثيراً عن الحرم فيحضر كل شخص وجبة معه اياً كانت ومن ثم نقوم بتبادل بعض الاحاديث ومناقشة بعض العادات التي نراها قريبة من عاداتنا في باكستان. إفطار جماعي ويرى ابراهيم عباس ان الافطار بصحبة الاصدقاء يهون مشاعر الغربة ويذكر المرء باجواء رمضان التي تعود عليها في بلده وقال (اني أعتدت في الاوقات السابقة على تناول طعامي بشكل فردي في المطاعم او المنزل ولكن خلال شهر رمضان المبارك يختلف الوضع تماماً حيث يكون الافطار بصحبة الزملاء في السكن حيث نتشارك في إعداد الطعام وشراء لوازمه وانني ارى ان الافطار الجماعي يعوضني قليلاً عن ما تعودت عليه قبل شهر رمضان ولا ادري ماذا سيكون حال الافطار اذا ما تناولته وحدي او في المطعم ولكنني اريد ان اوضح ليس المشكلة ان تتناول طعامك بمفردك او في المطعم في الايام العادية.. اما شهر رمضان فله خصوصية ولم تكتمل فرحته بغير الصحبة واذا حالت الظروف بيننا وبين اسرنا فالاصدقاء يعوضوننا عنهم ويهونون قليلاً من مشاعر الغربة في الشهر الكريم. مشاعر الغربة ويرى أحمد متولي (مصري) ان الافطار الجماعي يجعلك تشعر بالدفء فالاصدقاء يهونون من مشاعر الغربة لديك لان الهدف واضح من الاجتماع على سفرة واحدة هو الألفة والمحبة واشتراكنا جميعاً في نفس المشاعر والأحاسيس يخففان من آلام الغربة لأنه ما من احساس بالنقص يضاهي ما يشعر به الصائم عندما يكون وحيداً. ويرى أحمد العبدول ان الغربة والبعد عن الاهل في شهر الخير والبركة رمضان تزداد الماً ويزداد الشوق للأهل وكيف يقضي رمضان قال (للأسف بمفردي) وان كان الأمر لا يخلو من احساس متفاوت بالوحدة.