خرج آلاف المكسيكيين في مسيرات احتجاج صامتة ضد تفشي الجريمة بأنواعها في أوساط الشرطة في سبعين مدينة في ولايات المكسيك ال32. وانطلقت مسيرات الاحتجاج بعد ظهر أمس الأول وسط المكسيك وجنوبيها حيث تظاهر نحو مائتي ألف شخص وهم يرتدون ملابس بيضاء ويتقدمهم أطفال ارتدى بعضهم قمصانا طبعت عليها صور أطفال اختطفوا. وعلى الرغم من اعتياد المكسيكيين على تكرار الجرائم في بلدهم فإن خطف الفتى فرناندو مارتي (14 عاما) أثناء توجهه للمدرسة مطلع الشهر الجاري وقتله -رغم دفع والده رجل الأعمال فدية لإطلاق سراحه- أشعل الغضب، خصوصا بعد أن كشف التحقيق ضلوع رجال الشرطة بمقتله. وازدادت أعمال العنف في البلاد منذ إطلاق الرئيس المحافظ فيليبي كالديرون -الذي تولى منصبه عام 2006- حملة ضد تجار المخدرات. وطالب المتظاهرون باتخاذ إجراءات فعالة ضد العنف المرتبط بتجارة المخدرات وخصوصا بعد أن ازدادت عمليات القتل بقطع الرأس حيث فاقت الثلاثين جثة خلال أسبوع. ويعتبر قطع الرأس بمثابة رسالة بين جماعات المخدرات المتنافسة في حربها للسيطرة على السوق بعد أن باتت المكسيك منطقة إستراتيجية لنقل شحنات المخدرات إلى الولاياتالمتحدة.ولام الرئيس المكسيكي الشعب بسبب ما وصفه (لا مبالاته)، مذكرا بأنه سيتم الأسبوع المقبل تبني (الميثاق الوطني للأمن) الذي ينص على تطهير صفوف الشرطة وتشديد العقوبات على الخاطفين. وقتل ألفان و712 شخصا منذ بداية العام الجاري في جرائم تحمل بصمات العصابات المنظمة، وهو عدد يفوق مجمل سنة 2007، وفقا لوسائل الإعلام الوطنية. كما تجاوزت مكسيكو كولومبيا والعراق في عدد المخطوفين، حيث أصبحت أعمال الخطف للحصول على فدية رائجة في المكسيك مع تسجيل 323 حالة خلال النصف الأول من 2008 وفق الأرقام الرسمية، فيما بلغ إجمالي حالات الخطف 438 في 2007.