قدم المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين رسميا في مدينة دايتون بولاية أوهايو مرشحته لمنصب نائب الرئيس حاكمة ألاسكا سارة بالين وسط تصفيق أنصاره. وفي أول ظهور علني لها مع ماكين قالت بالين إن اختيارها لهذا المنصب يمثل تحديا كبيرا. وقال ماكين لدى استقباله عند المنصة سارة (44 عاما) التي ارتدت بدلة سوداء ورافقها زوجها وأبناؤها الخمسة (إنها تحديدا من نحتاج إليه ومن تحتاجها البلاد لمساعدتي في الكفاح). ووصف مرشحته بأنها (متفانية ومستقيمة وتكافح من أجل ما تؤمن به). وأضاف المرشح الجمهوري وسط هتافات حشد ضم 15 ألفا من مؤيديه (هي بالضبط من احتاجه، ويحتاجه هذا البلد لمساعدتي في مكافحة نفس سياسات واشنطن القديمة الخاصة بي أولا وبالبلد ثانيا).من جهتها أعربت بالين عن سعادتها، وقالت (سيناتور.. يشرفني اختياري لأكون رفيقتك في الانتخابات، سيشرفني أن أخدم بجوار الرئيس القادم للولايات المتحدة). وأضافت (كحاكمة تصديت للسياسات القديمة كالعادة). وتابعت (هذه لحظة تظهر فيها أهمية المبدأ والاستقلال السياسي).وأشارت بالين إلى إنجازات سيناتورة نيويورك هيلاري كلينتون والديمقراطية جيرالدين فيرارو التي أصبحت عام 1984 أول امرأة ترشح لمنصب نائب الرئيس عن حزب كبير. وقالت أيضا (تركت هيلاري 18 مليون شقا في أعلى وأقسى سقف زجاجي في أميركا) مشيرة إلى 18 مليون صوت حصلت عليها كلينتون في الانتخابات التمهيدية لدى خوضها معركة الفوز بترشيح الديمقراطي، وأضافت (اتضح أن نساء أميركا لم ينتهين بعد ويمكننا أن نحطم السقف الزجاجي مرة واحدة وللأبد). وفي أول رد فعل من الفريق المنافس، انتقدت حملة المرشح الديمقراطي باراك أوباما اختيار بالين، قائلة إن خبرتها في السياسة الخارجية (صفر). وصرح بيل بورتن الناطق باسم أوباما في بيان (اليوم قرر ماكين وضع رئيسة بلدية سابقة لمدينة من تسعة آلاف نسمة وتجربتها تساوي (الصفر) في السياسية الخارجية، على قيد أنملة من الرئاسة). كما انتقد الناطق مواقف نائبة الرئيس المحتملة إذا ما انتخب ماكين رئيسا يوم 4 نوفمبر كمعارضة للإجهاض، ومؤيدة للتنقيب عن النفط بالمحميات الطبيعية في القطب الشمالي. لكن أوباما ومرشحه إلى نيابة الرئيس السيناتور جون بايدن وجها في بيان (التهاني إلى الحاكمة سارة بالين وعائلتها). وأضاف أوباما وبايدن (إنه مؤشر جديد على سقوط الجدران القديمة في عالمنا السياسي). وجاء في البيان (بالرغم من خلافاتنا الطبيعية حول أفضل طريقة لإدارة البلاد، فإن الحاكمة بالين شخصية تثير الإعجاب وستزيد صوتا جديدا إلى هذه الحملة). ويرى مراقبون أن ماكين فجّر مفاجأة باختياره حاكمة ألاسكا نائب الرئيس، ذلك أنه يضيف شخصية مغمورة سياسيا إلى بطاقته الرئاسية، لكن البعض يرى أن ذلك يمكن أن يساعده في اجتذاب أصوات النساء. ويرجح محللون أن يضر اختيار بالين بانتقادات ماكين لأوباما الذي يخدم في الكونغرس لأول مرة حيث يقول المرشح الجمهوري عن منافسه الديمقراطي إنه يفتقد الخبرة اللازمة لمعالجة أمور البيت الأبيض. لكن حاكمة ألاسكا يمكن أن تساعد ماكين في اجتذاب أصوات مؤيدي هيلاري كلينتون المستاءين بعدما خسرت الأخيرة معركة مريرة مع أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.