سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الندوة الفنون من أقوى الملاحق الفنية تعاقب على تحريره كبار الصحافيين حكايتي مع الندوة عمرها 30 عاماً وأتمنى أن تخرج من سباتها.. سمير مرتضى
الندوة هي التي أخرجت فنان العرب من عزلته؟!
ترددت من تحمل المسؤولية ولكن قلمي وارشيفي وخبرتي دفعوني لاقتحام التجربة
حكايتي مع جريدة (الندوة) قديمة جداً ..حكاية عمرها 30 عاماً تقريباً وتحديداً عام 1400ه عندما أرسلت - عبر وسيط- قصة قصيرة أطمح في نشرها في الصفحة الأدبية التي كان يشرف عليها الدكتور صالح جمال بدوي ..وكم كانت سعادتي كبيرة عندما وجدت القصة تتوسط الصفحة الأدبية ومنشورة بطريقة تقول لك: تابع واستمر. وتابعت نشر ققص في الندوة إلى أن بلغت تسع قصص عام 1402 ه توقفت بعدها لبعض الوقت ثم رجعت إلى الندوة مجدداً بعد عام ولكن هذه المرة لا أحمل قصة بل حواراً صحفياً أجريته مع الممثل السوري دريد لحام .. في تلك السنة 1403ه ولد ملحق (ندوة الفنون) الذي تعاقب على تحريره عدد من الصحفيين مثل د.أنمار مطاوع ومحمود نواب وهاني فيروزي ثم محمود إلياس رحمه الله. كان الملحق الفني ل(الندوة) من أقوى الملاحق الفنية على الساحة الصحفية شكلاً ومضموناً وخاصة عندما أشرف على تحريره د.أنمار مطاوع، حيث ساهم فيه عدد من الصحفيين والكتاب والشعراء كإبراهيم خفاجي وعبدالرحمن حجازي- رحمه الله- وأحمد المهندس ومحمد طلعت - رحمه الله - وهاني فيروزي ، واذكر حينها أن طلب مني د. أنمار كتابة زاوية أسبوعية في الملحق ، فكانت زاوية أفانين التي سارت معي أينما سار قلمي. وأهم تجربة لي مع الندوة كانت عند استلامي لصفحتها الفنية عام 1413ه فقد توفى محمود إلياس رحمه الله وبقيت الصفحة بلا مايسترو لمدة ثلاثة أشهر ..وكنت وقتها متردداً هل أستطيع تحمل مسؤولية صفحة أسبوعية؟؟ نعم وما المانع ..قلمي وأرشيفي وخبرتي ..كل هذا دفعني إلى اقتحام التجربة..وبفضل الله نجحت والصفحة الأسبوعية أصبحت ثلاث صفحات في الأسبوع ثم تحولت إلى ملحق أسبوعي من أربع صفحات يصدر كل سبت ..أفضل ما في تجربتي في الاشراف على صفحات الفن في الندوة 1413ه - 1418ه ، أن رئيس التحرير يوسف دمنهوري رحمه الله وفوزي خياط نائب رئيس التحرير وقتها لم يتدخلا في عملي بأي شكل من الأشكال فكان هذا مساعداً لأن أقدم الأفضل مع كوكبة من الأسماء التي ساهمت في تحرير الفن كعلاء عبدالرحيم وعثمان خليفة المدني وسمير خيري وطارق نواب وعيد خليفة الشمري وحسام حافظ ونجحنا في استكتاب بعض كبار الصحفيين كالأستاذ حمدان صدقة رحمه الله والأستاذ محمد رجب شفاه الله وعافاه. وكان هاجسي الأول والأخير في صفحات فن الندوة هو تقديم مادة فنية محلية ولو بنسبة 70% وبفضل الله نجحت في ذلك وعندما التقيت مراسل الندوة في القاهرة صاح في وجهي قائلاً: ايه يا أستاذ؟ فين الشغل بتاعنا؟. وكان ملحق (ندوة الفنون) أول من استطاع اخراج الفنان (محمد عبده) من عزلته الصحفية بعد ترويجه لحكاية اعتزاله الغناء ، وأكشف هنا سراً وهو أنني اضطررت إلى الكتابة بأسماء مستعارة كثيرة عندما وجدت نفسي في البداية وحيداً أمام صفحة تأكل ولا تشبع ..فكنت أفتش عن الأخبار وأجري التحقيقات ثم أكتبها باسم : أحمد فيرق أو عمار تركستاني أو محمد مرتضى ..وما كان من القاهرة فلا بأس باسم: علاء بيومي، أما بيروت فهناك: باسل أفيوني ومن دمشق فهناك: عماد دهان، وقد تعلمت ذلك عندما كنت أعمل في القسم السياسي في احدى الصحف حيث جلس رئيس التحرير ذات يوم بيننا يكتب ثم رفع رأسه وأطل في السقف كأنه يبحث عن شيء ثم سأل المحررين بهدوء: هو اسم مراسلنا في موسكو إيه ؟؟. في نهاية 1418ه شعرت أن المكان لم يعد يصلح لي وآثرت الانسحاب فغادرت جريدة الندوة مثلما فعل غيري كالأستاذ محمد موسم المفرجي رحمه الله والأستاذ سمير خوجة بكة والأستاذ علي العميري وغيرهم. ومن غرائب الأمور في حياتي الصحفية أني لم أكن أحرص على لقاء أي رئيس تحرير أعمل في صحيفته ..بل كنت أتحاشى ذلك ..هكذا تركيبتي النفسية ..أقدم عملي وأغادر ..التقيت بالأستاذ حامد مطاوع مرة واحدة فقط عندما قدمت له حوار دريد لحام ولم ألتق به بعدها رغم استمراري في التعاون مع الملحق الفني لمدة أربع سنوات ..ولم ألتق بالأستاذ يوسف دمنهوري رحمه الله على مدار خمس سنوات إلا مرة واحدة - صدفة - في غرفة الاخراج وداعبني وقتها مازحاً: متى تجري حواراً معي؟؟. وتبقى ل (الندوة) قيمتها ومكانتها في نفسي..وأتمنى لها أن تخرج من سباتها..فقد طال ..خاصة وهي الرائدة والمدرسة الصحفية ..وصاحبة الكثير من الأوليات في عالم الصحافة السعودية..والله الموفق. سمير محمد مرتضى