بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ ومعالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز ابن معمر احتفت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف أمس الأول بتخريج 750 طالباً من حفظة كتاب الله العزيز وذلك بمقر الجمعية في الطائف . وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى رئيس الجمعية الشيخ الدكتور أحمد بن موسى السهلي تحدث فيها عن فضائل القرآن الكريم واهتمام الأمة الإسلامية به في ماضيها وحاضرها كتابة وتلاوةً وحفظاً وتعلماً وتعليماً ونشراً له بين الناس وتطبيقاً لأحكامه. وقال (إن من مظاهر الاهتمام بالقرآن الكريم في العصر الحاضر عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله بكتاب الله العزيز في صور شتى ومجالات مختلفة من أبرزها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مختلف مدن المملكة ومحافظاتها ومراكزها). وأشار إلى أن الدورة المكثفة لتحفيظ القرآن الكريم في شهرين التي نظمتها الجمعية ضمت حفاظاً من عدد من الدول الإسلامية لافتاً إلى أن الجمعية حددت لهذه الدورة عدة مستويات مراعاة لقدرات المشاركين من حيث قوة الحفظ , فالمستوى الأول حدد لحفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم والثاني لحفظ عشرين جزءاً فيما اشتمل المستوى الثالث على حفظ القران كاملاً . عقب ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم والمناشط التي اشتملت عليها ثم استمعوا لنماذج من تلاوات الحفاظ . إثر ذلك ألقيت كلمة الحفاظ المشاركين في الدورة حمدوا فيها الله سبحانه وتعالى أن هيأ لهذه البلاد حكومة رشيدة تعنى بكتاب الله الكريم وتسير على منهجه مؤكدين أن القرآن الكريم عالج كل المشكلات والحقوق الإنسانية فضلا عن أنه يفي بجميع مطالب الحياة الإنسانية فهو كلام الله مالك هذا الكون والمتصرف فيه سبحانه وتعالى . وعبروا عن شكرهم وتقديرهم لرئيس الجمعية والعاملين فيها على مابذلوه من جهود في سبيل تحفيظهم القرآن الكريم . بعد ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة سأل في مستهلها الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع في القول والعمل وأن يجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه . وتحدث سماحته عن أهمية الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم مشيراً إلى أن هذا الأمر يشرح الصدور وتطمئن به القلوب ويزداد به الخير الكثير . وأوضح أن القرآن الكريم ميسر حفظه وميسر فهمه لمن قصده وبذل جهده فإن الله تعالى يعينه ويسدده لكون هذا الكتاب العزيز من خصائصه تيسير حفظه لكل من أراده إذا أخلص النية وصدق العزيمة , لافتا النظر إلى جهود جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف المتواصلة ونشاطاتها الظاهرة وانتاجها الواضح . وأضاف سماحته (إن تلاوة القرآن تلاوة لأفضل الكتب وأشرفها والعمل به أمر عظيم فهو يهدي للتي هي أقوم من خلال العمل بأوامره والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه فآياته تعلم الإنسان كمال قدرة الله سبحانه وتعالى وأنه على كل شي قدير وأخرى تعلمه الصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام وإكرام الجار وآداء الأمانة والحقوق , وآيات تحرم سفك دماء المسلمين والتعرض لأموالهم وأعراضهم , ومثلها ترشده إلى السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف والتخلص من دعاة الضلال والفتنة والمتربصين بالأمة الدوائر) . وأكد سماحته أن القرآن مبارك وبركة على من تعلمه وعمل به ووفق لمن تأدب بآدابه حاثاً طلبة الدورات على تعهد كتاب الله بالحفظ والعمل بما جاء فيه في مختلف أمور الحياة . ونوه سماحته بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مما مكنها من تقديم نشاط متواصل وعطاءً نافعاً سائلاً الله لهم التوفيق والسداد . وبين أن هذه الدورات المكثفة تؤثر تأثيراً كبيراً على المشاركين فيها بأن يكونوا حافظين لكتاب الله الكريم مشيراً إلى أنه في ظل تنوع الإعلام في هذا الزمن واختلاف وسائله وما يجلبه في محطاته من مفاسد فإن الشاب الذي تخطى كل تلك العقبات ولازم هذه الدورات إلى أن استوعب القران الكريم حصل بذلك على شرف عظيم . وفي نهاية الحفل وزع معالي محافظ الطائف الشهادات والهدايا للمشاركين في الدورات . حضر الحفل رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد ومديرو الإدارات الحكومية بالمحافظة .