لاشك في أن الاهتمام بالطفل منذ نشأته الأولى يعد من أبرز اهتمامات العائلة ومسؤولياتها لما له من أثر كبير في توجيه سلوكه نحو الأفضل، حتى ينشأ في بيئة صحية صالحة يلعب في تأسيسها المحيط العائلي والمجتمع بصورة عامة لأن جنوح الأحداث من أخطر الحالات التي بدأت تنتشر في معظم المجتمعات مع الاختلاف في الحجم بحسب طبيعة الدوافع والأسباب.. أطفال في عمر الزهور يتسولون وآخرون ينشلون ويخطفون الجوالات وحقائب السيدات في مفترق الشوارع وداخل الأسواق.. أطفال يمارسون أفعالاً جانحة تدل على طفولة وجدت نفسها في مهب الريح بعد أن انسدت في وجهها كل أبواب الرعاية والتربية السوية. ومدينة جدة بكل ما تحمله من حجم عمراني وكثافة سكانية وحركة تجارية كبيرة إلا أنها اصبحت تضم في بعض أحيائها الشعبية أعداداً مهولة من الأحداث الجانحين من هم دون سن الرشد انتشروا في شوارع الأحياء الجنوبية ليشكلوا أخطر الظواهر التي بدأت تتنامى مؤخراً وبوضوح بالدرجة التي جعلت الكثيرين يطلقون على هؤلاء الأحداث الجانحين أطفال الشوارع، شوارع بعينها أصبحت أماكن لتجمعاتهم مثل شارع بغداد والمشهد في حي الجامعة جنوبجدة.(الندوة) تجولت في بعض أسواق وأحياء مدينة جدةالجنوبية ونقلت بعض هذه الصور السالبة التي بدأت تشكل خطراً قادماً نحو المجتمع واستطلعت من خلال جولتها آراء من التقتهم فماذا قالوا: ظاهرة مخيفة عبدالمعز صاحب ملحمة يقول إن ظاهرة الأحداث من الأطفال اصبحت بالفعل من الظواهر التي تثير الخوف والقلق لدى سكان الحي وأغلبهم من ذوي السحنات الافريقية الذين امتلأ بهم الحي، وقد شاهدنا كثيراً حوادث خطف للجوالات في هذا الشارع من بعض الأشخاص أثناء تحدثهم بالجوال فيأتي أحد الأطفال عن غفلة ويخطف الجوال ويهرب به داخل أزقة الحي. ويواصل عبدالمعز ويقول: أيضاً شاهدت قبل أيام رجلاً مسناً يقود سيارة وانيت في شارع بغداد وأثناء سيره استوقفه بعض الأحداث المراهقين وطلب أحدهم منه توصيلهم إلى مكان ما، وقبل أن يرد عليهم خطفوا جواله من جيبه وهربوا إلى داخل الحي فنزل من سيارته ليلاحقهم إلا أن أحد المارة طلب منه عدم مطاردتهم داخل الحي حتى لايعتدوا عليه وقد تركهم وذهب إلى سبيله بعد أن فقد هاتفه الجوال. أكثرهم من الأطفال ويقول خالد أحد أصحاب المحلات لبيع الملابس الجاهزة والمواد المنوعة المخفضة السعر (كل شيء بريالين) محلنا كبير ونبيع أشياء منوعة ورخيصة السعر وهي خاصة بالنساء والرجال والأطفال إضافة إلى الأغراض المنزلية الأمر الذي يجعل زبائننا يتنوعون من مختلف الشرائح، إلا أننا نعاني كثيراً من السرقات التي تسبب لنا خسائر تتجاوز أحياناً ال1000 ريال يومياً، وأكثر أنواع اللصوص هم من الأطفال الصغار ذوي السحنات الأفريقية الذين ينتشرون بصورة يومية داخل سوق الجامعة ويتسللون داخل المتاجر المكتظة بالزبائن خاصة في أيام المواسم مثل شهر رمضان الكريم وأمسياته التي يخرج فيها الناس للتسوق، ويضيف إن هذه الظاهرة أصبحت من الظواهر اللافتة في السوق ونحن كأصحاب متاجر لانستطيع محاربتها لأن الحي يعج بأعداد كبيرة من هؤلاء الأحداث الذين لاتعرف من أين يأتون، كما أن أياديهم لاتكتفي بالسرقة من المحلات بل إلى الزبائن لذا نأمل تكثيف الرقابة على هذه الشريحة التي بدأت ممارساتها تؤرق الجميع. خطف وهروب ويقول محمد علي صاحب محل بروست إنه تعرض كثيراً للسرقة حتى وصلت الدرجة بالمراهقين الذين يتواجدون بصورة يومية في شارع المشهد بحي الجامعة مضايقة زبائن المحل وخطف الجوالات والنقود والهروب إلى داخل أزقة الحي، ونحن لانستطيع ملاحقتهم داخل هذه الأزقة الضيقة المظلمة. يستولون عليها عنوة محمد وعلي يدفعا أمامهما عربة لبيع المكسرات والبليلة داخل حي الجامعة رويا أنهما يتعرضان في بعض الأحيان لمجموعة من المراهقين من ذوي السحنات الأفريقية الذين يستولون على إيراداتهم اليومية عنوة ويهربون داخل الحي وذكرا أنهما لايستطيعان مطاردة هؤلاء الأحداث داخل الأزقة حتى لاتتعرض حياتهما للخطر.