دعا الرئيس السوري بشار الأسد فرنسا إلى لعب دور الوسيط في المفاوضات مع إسرائيل عند الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون قبل تغير إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الحالية التي اعتبر أنها لا ترغب في تحقيق السلام في المنطقة. ورغم مطالبته بالدور الفرنسي والأوروبي في رعاية مفاوضات السلام المباشرة بين دمشق وتل أبيب، أكد الأسد -في مؤتمر صحفي مشترك مع كل من نظيريه الفرنسي نيكولا ساركوزي واللبناني ميشال سليمان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني- أهمية الدور الأميركي الأساسي لمفاوضات السلام السورية الإسرائيلية. واستبعد الرئيس السوري عقد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على هامش قمة إطلاق (الاتحاد من أجل المتوسط) مشيرا إلى أنه لا يرى جدوى من مثل هذا الاجتماع بينما المحادثات غير المباشرة التي ترعاها تركيا لا تزال مستمرة.وفي البيان المشترك للرئيس السوري ونظيره الفرنسي عبر الأسد عن أمله في أن تتمكن فرنسا مع الولاياتالمتحدة من المساهمة في اتفاق مستقبلي للسلام بين سوريا وإسرائيل خلال مرحلة المحادثات المباشرة وكذلك لتنفيذ اتفاق السلام بما في ذلك (الترتيبات الأمنية المستقبلية). ومن جانبه شدد ساركوزي على استعداد فرنسا للاستجابة لمثل هذا الدور في حال أبدى الطرفان اهتمامهما بذلك. وفي السياق ذاته، توقّع وزير الخارجية الفرنسي أن يجري المسؤولون السوريون والإسرائيليون محادثات خلال مشاركتهم في قمة الاتحاد من أجل المتوسط . واعتبر برنار كوشنر أن وجود الرئيس السوري ورئيس الحكومة الإسرائيلية معا، يشكل بداية جديدة. ومقابل الرغبة السورية في دور فرنسي في عملية السلام، طلب ساركوزي من دمشق المساعدة والتدخل لدى إيران لإقناعها بتقديم أدلة على عدم سعيها لامتلاك السلاح النووي. وفي هذا السياق قال الرئيس السوري إنه سينقل إلى المسؤولين الإيرانيين ما جرى في المحادثات لكنه يعتقد أن طهران ليست لديها النية للحصول على أسلحة نووية، مضيفا (لا نستطيع أن نحكم على ما لا نراه). وشدد الأسد على الحل السياسي فقط في الأزمة الإيرانية، محذرا من أن أي حل غير سياسي (ستكون تداعياته خطيرة). وانتهز الرئيس السوري الفرصة في هذا السياق ليؤكد مجددا موقف سوريا الرافض للوجود النووي أو أسلحة الدمار الشامل في منطق الشرق الأوسط، في إشارة إلى إسرائيل، مذكرا بأن دمشق تقدمت بمشروع إلى الأممالمتحدة لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل عام 2005. وفي المواضيع الثنائية الأخرى كشف الرئيس الفرنسي عن زيارة مرتقبة له إلى دمشق خلال شهر سبتمبر القادم. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها إن الزيارة ستتم (قبل منتصف سبتمبر 2008). كما اتفق الرئيسان وفق البيان المشترك على خطة عمل بغية تأمين إعادة إطلاق العلاقات الثنائية وتعزيز الصلات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين وخاصة في المجال التربوي والأكاديمي واللغوي. وفي البيان المشترك التزم الرئيس الفرنسي باعتباره رئيسا لمجلس أوروبا باتخاذ كل الإجراءات المناسبة بهدف التوقيع على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسوريا وإطلاق عملية المصادقة عليه في أقرب وقت ممكن. وقد أثار وجود الرئيس السوري في باريس وخصوصا حضوره العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، انتقادات المعارضة الفرنسية ونشطاء معارضة سوريين.وقال رئيس الوزراء الاشتراكي السابق لوران فابيوس إن الأسد (لا مكان له) على منصة الشرف، بينما أدان النائب نيكولا دوبون إينيان (اللامبالاة والاستخفاف) بالعيد الوطني الفرنسي. ومن جانبها طلبت لجنة إعلان دمشق في فرنسا من ساركوزي التدخل لدى الأسد للإفراج عن (كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي). ودعا معارضون سوريون إلى مظاهرة في باريس.